هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 1

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
همام(فارس الإسلام)
مشرف
مشرف
همام(فارس الإسلام)


عدد الرسائل : 167
تاريخ التسجيل : 21/11/2007

ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب  الجزء 1 Empty
مُساهمةموضوع: ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 1   ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب  الجزء 1 I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 23, 2008 7:27 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

قواعد أساسية في تقويم الأشخاص والحكم عليهم ونقد الكتب



الداعي إلى هذه المحاضرة:



ما شاع في صفوف الإخوة المسلمين من ظاهرة المبالغة في المدح أو المبالغة في الذم بعيدًا عن العدل والإنصاف، حيث أصبحت الأهواء هي التي تتحكم بالآراء والتوجهات:



ـ حتى أن الإنسان قد يتغاضى عن أخطاء من يحب ـ مهما كانت كبيرة ـ ويبررها، بل تتحول هذه الأخطاء إلى محاسن، ويجعل محبوبه في أعلى المنازل، ولا يقبل فيه نقدًا أو مراجعة.



ـ وفي المقابل تراه إذا أبغض أحدًا ـ لهوى في نفسه أو تقليدًا لغيره ـ جرّده من جميع الفضائل، ولم ينظر إلا إلى سيئاته وزلاته يفخّمها، وينسى أو يتناسى محاسنه الأخرى مهما كانت بيّنة.



ـ وليس هذا الاضطراب في تقويم الأشخاص فحسب، بل تعداه إلى عالم الكتب: فبعضهم إذا رأى خللاً في كتاب ما رماه جميعه وضرب به عرض الحائط، وشنع على مؤلفه، وعلى من اقتناه أو قرأه، وهو في ذلك مغفِل إغفالاً شديدًا للجوانب الإيجابية التي قدمها المؤلف.



ـ وأما إذا كان هذا الكتاب لأحد المؤلفين المرضيين عنده فإنه يرفع هذا الكتاب فوق منزلته، ويغض الطرف عن زلل المؤلف أو تقصيره, ظنًّا منه أنه إن اعترف بوجود بعض جوانب النقص في هذا الكتاب، فإن هذا سوف يؤدي إلى الحط من قيمة المؤلف، أو التقليل من شأنه! وكما قل:



فعين الرضى عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا



ـ ولم تقف هذه الظاهرة عند هذا الحد فحسب، بل تعدته إلى ما هو أعظم منه: من التنازع والتقاطع، بل البغي!! فتفرقت كلمة الصالحين من المسلمين في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى الترابط والتآلف والوقوف في صف واحد أمام الأعداء، وكما يقول ابن تيمية رحمه الله: "إذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا، فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب".



ومما يزيد هذه الظاهرة قبحًا أنها من الصفات البارزة لأهل البدع, ولا ينبغي أن يتصف بها من ينتسب للسنة والاتباع للسلف, وإلى هذا أشار شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله في أهل البدع: "فإن أكثرهم ـ أي أصحاب المقالات المبتدعة ـ قد صار لهم في ذلك هوىً أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم، لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله، بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدًا معذورًا لا يغضب الله عليه، ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلاً سيئ القصد، ليس له علم ولا حسن قصد، فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذموا من لم يذمه الله ورسوله, وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله, وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلى أهوائهم, ويقولون: هذا صديقنا، وهذا عدونا.. لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله، ومعاداة الله ورسوله، ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس".



لهذه الأمور كان لابد من هذه المحاضرة ليرجع الجميع إلى ميزان العدل والإنصاف, ويلتزموا القواعد الشرعية في التقويم والنقد, ويعملوا بقول ربهم تبارك وتعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}, وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.



القواعد الأساسية أو الضوابط الشرعية في تقويم الأشخاص ونقد الكتب



1ـ التثبت وورع اللسان



فمن العدل والإنصاف أن يتثبت المسلم من كل خبر أو ظاهرة قبل الحكم عليها, وإن من الظلم والاعتداء الحكم على أمر بمجرد الظنون والأوهام وقبل التثبت التام منه، ولقد بيّن الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء المنهج الصحيح الذين ينبغي سلوكه في مثل هذه الأمور، يقول الله عز وجل: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}؛ قال العوفي في تفسيرها: "لا ترمِ أحدًا بما ليس لك به علم". وذكر ابن كثير رحمه الله أن مضمون الآية: "أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم, بل بالظن الذي هو التوهم والخيال, كما قال تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم}".



وحول ظلال آية الإسراء السابقة يقول سيد قطب رحمه الله: "إنها أمانة الجوارح والحواس والعقل والقلب، أمانة يسأل عنها صاحبها، وتسأل عنها الجوارح والعقل والقلب جميعًا، أمانة يرتعش الوجدان لدقتها وجسامتها كلما نطق اللسان بكلمة، وكلما روى الإنسان رواية، وكلما أصدر حكمًا على شخص أو أمر أو حادثة".



هذا هو المنهج الصحيح إخوة الإسلام، وما ينبغي أن يكون عليه كل منا من التثبت والورع قبل الحكم على الأشخاص وتقويم الأمور، ولكن للأسف يتجرأ الإنسان في بعض الأحيان فيطلق الأحكام جزافًا دون تورع أو تثبت فيجرح ويعدل، ويخطّئ ويصوّب، قبل أن يستوعب الأمر ويجمع أطرافه ويدرسه من جميع جوانبه، ولهذا يقع في الجور وعدم القسط، وتقع العداوة والبغضاء بين الأحباب.



ولو تأمل الإنسان ما ورد في مثل هذا من النصوص لتردد كثيرًا قبل أن يُسِلَّ لسانه ويرمي به هنا وهناك؛ قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله, فأخذ لسانه فقال: كفّ عليك هذا. فقلت: يا رسول الله, وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟!)).



وكما قال أحد الحكماء:



يموت المرء من عثرةٍ بلسانه
فعثرته من فيه ترمي برأسه


وليس يموت المرء من عثرة الرجل
وعثرته في الرجل تبرا على مهل





ومن أجل ذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم، ضمان دخول الجنة بضمان اللسان؛ حيث قال: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)).



وكثير من الناس يقعون في أعراض المسلمين بسبب جهلهم بالتعامل الشرعي مع الشائعات، فإن الناس إزاء الشائعات التي تثار حول شخص أو هيئة ما أو غير ذلك ينقسمون حسب تعاملهم مع هذه الشائعات إلى ثلاثة أصناف:



الصنف الأول: من يقبل هذه الشائعات على علاّتها، ويكتمها في نفسه، ويرتّب عليها أمورًا ومواقف من غير تثبّت ولا تبيّن.



الصنف الثاني: من يقوم بالتناجي بها بعيدًا عن صاحب الشأن فيها، ومعلوم ما في ذلك من الوقوع في الغيبة وإذكاء الشائعة وانتشارها.



الصنف الثالث: من يسارع إلى التثبت من الشائعة ممن أثيرت حوله مباشرة ولا يذهب مع الظنون والوساوس النفسية أو المناجاة التي تحزن المسلم.



ولو حاكمنا معاملة هذه الأصناف إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لاتّضح لنا أن الصنف الأول والثاني مخالفون للشرع, وأن طريقة الصنف الثالث هي الطريقة الشرعية التي تقوم على التثبّت وحب الخير للمسلمين, ورعاية حقوقهم وأعراضهم, والتماس الأعذار لهم. وهذه الطريقة هي الطريقة الشرعية في عتاب المسلم لأخيه المسلم إذا وصله من أخيه ما يسوؤه.



وقد أشار الإمام ابن قيم الجوزية إلى فائدة عجيبة قلَّ من ينتبه لها؛ فها هو يقول: "ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم... وغير ذلك, ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه, حتى يرى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يزلُّ بها أبعد مما بين المشرق والمغرب, وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول".



وتزداد الخطورة ويعظم الذنب إذا كان هذا القدح الجائر في العلماء؛ فهم سادة الأمة وقادتها ونورها، ولا خير في قوم لا يعرفون لعلمائهم قدرهم. قال ابن ناصر الدين: "لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة، ومن وقع فيهم بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المنتقد




عدد الرسائل : 4
العمر : 74
تاريخ التسجيل : 27/10/2008

ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب  الجزء 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 1   ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب  الجزء 1 I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 27, 2008 12:57 am

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد:
لقد اطلعت على ما كتبت أخي الفاضل حول منج الحكم على الأشخاص ورجعت في ذلك إلى أشرطة وكتب لسلمان والضويان .
وانطلاقا من حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- : الدين النصيحة.
أردت أخي في الله تنبيهك على بعض الأمور جاءت في كتابتك هذه و أرجوا أن تقرأها بتمعن وأنا أنتظر الرد عليها.
أولا: قلت في نهاية كتابتك أن هذه المحاضرة ألقيت والعلماء الثلاثة بن باز والالباني والعثيمين -عليهم رحمة الله- أحياء فهل تقصد أنه بهذه الطريقة تثبت التزكية لهذه الأصول اقول لك - آسفا- كلا , ما أدراك أنهم اطلعوا عليها أو سمعوها.
فكم من محاضرة وشريط القيت وهؤلاء أحياء و لم يسمعوا عنها شيئا فهل نقول على أصلك أنهم راضون عنها؟؟.
ثانيا: سانقل لك فتاوى عالمين منهما ألا وهما الالباني و بن باز في مخالفتهما لتلك الأصول التي اصلها سلمان والضويان - هذه الفتاوى منقولة لكتاب الشيخ ربيع بعنوان - منهج أهل السنة و الجماعة في نقد الطوائف والكتب والرجال -
الفتوى الأولى: لإبن باز - رحمه الله -
قال الشيخ ربيع في كتابه الآنف الذكر- أنني بعد أن فرغت من تأليف كتابي ((منهج أهل السنة والجماعة في النقد))، أرسلت منه نسخة لسماحة شيخنا العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، فتفضل سماحته بإحالته إلى صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي في خطاب (رقم 488/ خ)، وتأريخ (13/ 3/ 1412 هـ)، فامتثل صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي أمر شيخه العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، فقام بدراسة الكتاب، ثم تلخيصه تلخيصا جيدا، أضاف إليه خلاصة المؤلف، وأرفقه بهذا الخطاب إلى سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز:بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي إلى سماحة شيخنا ووالدنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله ووفقه ومتعه متاعاً حسناً آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد وصلني خطابكم (رقم 488/ خ) في (13/ 3/1412هـ) مشفوعا بمؤلف للشيخ ربيع بن هادي مدخلي المدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان: "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف "؟ لغرض مراجعته والإفادة.
وعليه تجدون سماحتكم برفقه الإفادة عنه.
والله يحفظكم ويرعاكم، والله الموفق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

إبنكم: عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي .
وبعد قراءة الشيخ العلامة ابن باز إفادة الشيخ عبدالعزيز الراجحي، وجه إلي خطابه الآتي- ليبشرني بأنه قد سره جواب الشيخ الراجحي، وداعيا لي بما أرجو من الله أن يستجيبه -:
(( الرقم: 1673/ خ. التاريخ: 8/ 9/ 1412. المرفقات : 7))
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الدكتور ربيع بن هادي بن عمير مدخلي، وفقه الله لما فيه رضاه، وزاده من العلم والايمان، آمين.سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فأشفع لكم رسالة جوابية من صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حول كتابكم ((منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف ))، لأني قد أحلته إليه، لعدم تمكني من مراجعته، فأجاب بما رآه حوله، وقد سرني جوابه والحمد لله، وأحببت اطلاعكم عليه. وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من دعاة الهدى وأنصار الحق، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد)).
هذا أخي كما تلاحظ ان الشيخ بن باز سر بما وجدهفي الجواب وهذا دليل على موافقته لما في كتاب الشيخ ربيع - حفظه الله- من نقد للمنهج الذي اتبعه سلمان والضويان- هداهما الله -.

ثم أخي - بارك الله فيك - هذا سؤال وجه لسماحة الوالد بن باز عليه رحمة الله جاء فيه:
بالنسبة لمنهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم، هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم، أم فقط مساوئهم؟
فأجاب وفقه الله:
((المعروف في كلام أهل العلم نقد المساوىء للتحذير، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها، أما الطيب معروف، مقبول الطيب، لكن المقصود التحذير من أخطائهم، الجهمية... المعتزلة... الرافضة... وما أشبه ذلك.
فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق، يبين، وإذا سأل السائل: ماذا عندهم من الحق؟ ماذا وافقوا فيه أهل السنة؟ والمسؤول يعلم ذلك، يبين، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل، ليحذره السائل، ولئلا يميل إليهم )) .
- فسأله آخر: فيه أناس يوجبون الموازنة: أنك إذا انتقدت مبتدعا ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه؟
فأجاب الشيخ رحمه الله:
((لا ، ما هو بلازم، ما هو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة، وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري ((خلق أفعال العباد))، في كتاب الأدب في "الصحيح "، كتاب "السنة" لعبد الله بن أحمد، كتاب "التوحيد" لابن خزيمة، "رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع"... إلى غير ذلك.
يوردونه للتحذير من باطلهم، ما هو المقصود تعديد محاسنهم... المقصود التحذير من باطلهم، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر، إذا كانت بدعته تكفره، بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفره، فهو على خطر، فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها" اهـ.
من شريط مسجل لدرس من دروس الشيخ حفظه الله التي ألقاها في صيف عام 1413 هـ في الطائف بعد صلاة الفجر.
هذ فيما يخص بن باز - رحمه الله- .
أما الألباني فانظر ماقاله - هدانا الله للحق-
شريط 855 من سلسلة الهدى والنور للعلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله عن منهج الموازنات فكانت الأسئلة والأجوبة هي ما يأتي:
س: الحقيقة يا شيخنا إخواننا هؤلاء أو الشباب هؤلاء جمعوا أشياء كثيرة، من ذلك قولهم: لا بد لمن أراد أن يتكلم في رجل مبتدع قد بان ابتداعه وحربه للسنة أو لم يكن كذلك لكنه أخطأ في مسائل تتصل بمنهج أهل السنة والجماعة لا يتكلم في ذلك أحد إلا من ذكر بقية حسناته، وما يسمونه بالقاعدة في الموازنة بين الحسنات والسيئات، وألفت كتب في هذا الباب ورسائل من بعض الذين يرون هذا الرأي، بأنه لا بد ؟؟؟ منهج الأولين في النقد ولا بد من ذكر الحسنات وذكر السيئات، هل هذه القاعدة على إطلاقها أو هناك مواضع لا يطلق فيها هذا الأمر؟ نريد منكم بارك الله فيكم التفصيل في هذا الأمر.
ج : التفصيل هو: وكل خير من اتباع من سلف، هل كان السلف يفعلون ذلك؟ هم يستدلون حفظك الله شيخنا ببعض المواضع، مثل كلام الأئمة في الشيعة مثلا، فلان ثقة في الحديث، رافضي، خبيث، يستدلون ببعض هذه المواضع، ويريدون أن يقيموا عليها القاعدة بكاملها دون النظر إلى آلاف النصوص التي فيها كذاب، متروك، خبيث؟

: هذه طريقة المبتدعة حينما يتكلم العالم بالحديث برجل صالح وعالم وفقيه، فيقول عنه: سيء الحفظ، هل يقول إنه مسلم، وإنه صالح، وإنه فقيه، وإنه يرجع إليه في استنباط الأحكام الشرعية، الله أكبر، الحقيقة القاعدة السابقة مهمة جدا، تشتمل فرعيات عديدة خاصة في هذا الزمان.من أين لهم أن الإنسان إذا جاءت مناسبة لبيان خطأ مسلم، إن كان داعية أو غير داعية؟ لازم ما يعمل محاضرة ويذكر محاسنه من أولها إلى آخرها، الله أكبر، شيء عجيب والله، شيء عجيب، وضحك الشيخ هنا تعجبا.

س: وبعض المواضع التي يستدلونها مثلا: من كلام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" أو في غيرها، تحمل شيخنا على فوائد أن يكون عند الرجل فوائد يحتاج إليها المسلمون، مثل الحديث؟:
هذا تأديب يا أستاذ مش قضية إنكار منكر، أو أمر بمعروف يعني الرسول عندما يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره " هل تنكر المنكر على المنكر هذا، وتحكي إيش محاسنه؟
س: أو عندما قال: بئس الخطيب أنت، ولكنك تفعل وتفعل، ومن العجائب في هذا قالوا: ربنا عز وجل عندما ذكر الخمر ذكر فوائدها؟
ج: الله أكبر، هؤلاء يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، سبحان الله، أنا شايف في عندهم أشياء ما عندنا نحن )).

و قد رأيت أن مما استدل به الضويان في كتابه وسلمان في شريطه أية الخمر وان فيها نفع و لكن إثمها أكبر .
فانظر إلى جواب الألباني - رحمه الله- أن هذا من اتباع المتشابه .

و الفتوى الثالثة والأخيرة للشيخ صالح الفوزان - حفظه الله- جاء فيها:
- سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ورعاه السؤال التالي- بعد أن سئل قبله عدة أسئلة حول الجماعات -: طيب يا شيخ ! تحذر منهم دون أن تذكر محاسنهم مثلاً؟ أو تذكر محاسنهم ومساوئهم؟
فأجاب حفظه الله:
"إذا ذكرت محاسنهم ، معناه: دعوت لهم ، لا، لا تذكر، اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط، لأنه ما هو موكول لك أن تدرس وضعهم وتقوم... أنت موكول لك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبوا منه، ومن أجل أن يحذره غيرهم، أما إذا ذكرت محاسنهم، قالوا: الله يجزاك خير، نحن هذا الذي نبغيه... " اهـ.
من شريط مسجل للدرس الثالث من دروس كتاب "التوحيد" التي ألقاها فضيلته في صيف عام 413ا هـ في الطائف.

فتامل في هذا أخي بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله الجنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المنتقد




عدد الرسائل : 4
العمر : 74
تاريخ التسجيل : 27/10/2008

ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب  الجزء 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 1   ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب  الجزء 1 I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 27, 2008 1:31 am

ثم أخي - بارك الله فيك - لو ندرس منهج أهل السنة والجماعة في النقد من عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل القرءان قبل ذلك نجد فيه أن الله - سبحانه - يذكر أشخاص بمثالبهم ومساوئهم دون ذكر لحسناتهم و لك بعض الأمثلة
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور : 11]
فهنا من الذي تولى كبره أليس زعيم المنافقين .
فلو حكمنا منهج الموازنات أو بالأحرى - ذكر الحسنات والسيئات معا - لقنا بأن الله هنا في هذه الأية ظالم لأنه - سبحانه- لم يذكر حسنات المنافق الذي تولى كبره .
و هذا لا يقوله مسلم.
ثانيا: القرءان مليئ بالرد وكشف الكفار والنافقين والأيات أكثر من ان تعد في ذلك ولا يذكر الله - سبحانه - عند كشفهم أي شيء من حسناتهم و من المعروف أن الكفار لهم حسنات منها الصدقة وإكرام الضيف و ما أشبه ذلك .
فالمنهج الصحيح أنه عند التحذير من كتاب أو شخص أو بدعة أو فرقة لا تذكر الحسنات حتى لا يغتر الجاهل والغر كما يقال بتلك الحسنات
مثال: تصور أنك تريد تحذير شخص من صاحب بدعة فتذكر السيئات وما هو عليه من مخالفة السنة ثم تردف بعد ذلك ذكر حسناته فهل يكون تحذيرك له ذا نتيجة كلا, لأنه سيغتر بحسناته.
ثم أخي - بارك الله فيك - انظر لسورة المسد هل ذكر الله - سبحانه - حسنات أبي لهب و امرأته - كلا- بل ذكر مساوئهم فقط و هذا للتحذير
فلو أعملنا قاعدة ذكر الحسنات والسيئات لوجب ذكر حسنات أبي لهب وامرأته
تقول كفار ولهم حسنات اقول : نعم لهم حسنا ت منها إكرام الضيف ونصرة المظلوم و السقاية والرفادة وإطعام الحجاج و ما أشبه ذلك من الاعمال و لكن كفرهم منعهم من قبول أعمالهم .

ثم أخي - بارك الله فيك- انظر لبعض أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: هو الذي أنزل عليك الكتب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به، كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب  ( ) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم "

عن عائشة رضي الله عنها: أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه، قال: ((بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة))، فلما جلس، تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، وانبسط إليه،

فانظر كيف قال الرسول - صلى اله عليه وسلم - للرجل بئس أخو العشيرة فهذا قدح من دون ذكر للمحاسن - لم تذكر هنا ولا حسنة من حسنات الرجل - .
قال الحافظ: "قال القرطبي: في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش أو نحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة، مع جواز مداراتهم واتقاء شرهم، ما لم يؤد ذلك إلى المداهنة في دين الله))
لما انتهت فاطمة بنت قيس من عدة طلاقها من زوجها أبي عمرو ابن حفص، ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مشيرا ناصحا)، ( ): ((أما أبو جهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية، فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))، قالت: فكرهته، ثم قال: ((انكحي أسامة)). فنكحته، فجعل الله فيه خيرا، واغتبطت

فانظر اخي - رعاك اله بحفظه - لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - محاسن معاوية ين أبي سفيان و لا أبي جهم , فعلى قاعدة الموازنة بين الحسنات والسيئات هنا الرسول أخطأ - وحاشاه بأبي وأمي - لأنه لم يذكر الحسنات لفاطمة بنت قيس .
فلو ذكر الحسنات بجانب السيئات لغترت - رضي اله عنها- و إنما لكل مقام مقال كما يقال.

وعن عائشة رضي الله عنها: أن هند بنت عتبة، قالت: يارسول الله ! إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ؟ فقال: ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف))

فهنا ذكرت أبا سفيان بأنه شحيح و لم تذكر بجانب ذلك حسناته .
فلم ينكر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها للجانب المظلم، ولم يكلفها بذكر محاسن أبي سفيان، وإنه لذو محاسن.

وعن علي رضي الله عنه، قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم، فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة))

فهنا حذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الخوارج ولم يذكر محاسنهم ؟؟؟.

ثم أخي - رعاك الله - لو تحمل أي كتاب في الجرح والتعديل لوجدت العالم يذكر أسباب الجرح مباشرة من دون ذكر للمحاسن وهذا مشهور في علم الرجال فهل علماء الجرح ظالمون بعدم ذكر محاسن الراوي المتكلم فيه ؟؟؟.
فقد ألف الإمام البخاري- وهو من هو إمامة ودينا وخلقا وورعا- كتابين في الضعفاء: "الكبير"، و"الصغير".
وألف الإمام النسائي كتابا في "الضعفاء والمتروكين ".
وألف العقيلي كتابا في "الضعفاء".
وألف ابن عدي كتابه "الكامل " في من تكلم فيهم.
وألف ابن حبان كتابا خاصا بالمجروحين.
وللدارقطني وابن معين عدد من الكتب أجابا فيها على أسئلة عن الضعفاء والمتروكين.
وألف الحاكم كتاب "الضعفاء"، وهو جزء من "المدخل ".
وألف أبو نعيم وابن الجوزي في ذلك.
وألف الذهبي ثلاثة كتب في المجروحين ومن تكلم فيهم: "الميزان " و " المغني " و "ديوان الضعفاء".
وكتب الجرح والتعديل المشتركة مليئة بالطعن في المجروحين، وخاصة كتب الإمام يحيى بن معين، فلم يشترطوا هذه الموازنة.



و في الأخير أخي - رعاك الله بحفظه وعنايته - لك هذا الرابط تجد فيه كتا الشيخ ربيع بن هادي المخلي - حفظه الله - بعنوان منهج أهل السنة في نقد الرجال والكتب والطوائف .
و هذا الكتاب كما سبق وأشرت لك أن سماحة الوالد العالم النقاد بن باز - رحمه الله وطيب ثراه - قال في كلمته :أما بعد:
فأشفع لكم رسالة جوابية من صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حول كتابكم ((منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف ))، لأني قد أحلته إليه، لعدم تمكني من مراجعته، فأجاب بما رآه حوله، وقد سرني جوابه والحمد لله، وأحببت اطلاعكم عليه.
http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=15&gid=

أسأل الله أن يجمعني وإياك في جنات النعيم على سرر متقابلين و أن ينفع بك الإسلام والمسلمين .

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 2
» ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 3
» ضوابط الحكم على الأشخاص ونقد الكتب الجزء 4
» الكتب الاسلامية المتميزة
» الدعوة إلى الله في شبكة الإنترنت......ضوابط ومحاذير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الإســــلامـــيـة :: ادآب شرعية و اخلاق-
انتقل الى: