ورسوله فإن لهم فيما أصابوا فيه أجرين، وفيما أخطؤوا فيه أجرا واحدا
لكن الكلام في أهل البدع والضلال والجهل، الذين قال الله في شأنهم: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله }
ويقول الله في شأنهم: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون * ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون }
والكلام على الذين يتجرؤون على الفتوى والإفتاء بغير علم، والذين يضعون المناهج، ويقعدون القواعد، ويؤصلون أصولا كلها بعيدة عن منهج الإسلام، ويفتقدون الأدلة والبراهين، والذين قال الله فيهم: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون }
كما يجب أن يفرق بين المجتهدين وهذه الأصناف.
كما يجب أن يفرق بين من يتحرى الحق، ويأخذ من أقوال المجتهدين ما يوافق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويرد ما خالفه، وبين أولئك الذين لا يتحرون هذا التمييز بين الصواب والخطأ في حق المجتهدين، ولا يتورعون عن تقديس أهل البدع والجهل، والأخذ بأقوالهم الباطلة، ومناهجهم الفاسدة، وأصولهم الضالة.
ولم أر الأخ الصويان يفرق بين هذه الأنواع، وكان يجب عليه التفريق الواضح، والاهتمام بإبراز خطورة البدع والتحذير القوي منها ومن أهلها.
وهذا أسلوب- أعني: ضعف المبالاة بالبدع- أصبح متبعا عند كثير من الدعاة الجدد، بل تجد عندهم المحاماة عن أهل البدع بل الإشادة بهم!! والتنويه بذكرهم!! بل يعتبرون بعض رؤوس أهل البدع مجددين وروح التحري للحق، ولا الاستعداد للتمييز بين الحق والباطل، ولسان حالهم يقول: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون}
ثم شرع الصويان في إيراد الأدلة، فقال:
"الأول: قال تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل وبقولون على الله الكذب وهم يعلمون}( ).
فالله جل وعلا يذم اليهود من حيث العموم، ولكنه في الوقت ذاته يبين بأن بعضهم يلتزم بأداء الأمانة ولا يخونها.
قلت:
أولا: لم يقل أحد- في حدود علمي- لا من الصحابة- ومنهم البحر الحبر ابن عباس- ولا من المفسرين: إن هذه الآية تدل على الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، ولا ما في معنى هذه العبارة، ولا ينبغي الخروج عن فقه السلف وفهمهم.
ثانيا: الذي فهمه علماء التفسير من الآية إنما هو التحذير:
إما عموما، كالقرطبي رحمه الله، قال: "الثانية: أخبر الله تعالى أن في أهل الكتاب الخائن والأمين، والمؤمنون لا يميزون ذلك، فينبغي اجتناب جميعهم، وخص أهل الكتاب بالذكر، وإن كان المؤمنون كذلك، لأن الخيانة فيهم أكثر، فخرج الكلام على الغالب، والله أعلم " ( ) .
وإما خصوصا، كما يفهم من كلام ابن كثير( ).
ويبدو لي أن تفسير القرطبي هو الأولى بالصواب.
ثالثا: في الكتاب والسنة نصوص كثيرة تطلق ذم اليهود والنصارى، وليس فيها هذه الموازنات، مثل قول الله تعالى في بني إسرائيل:{ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون}{أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}( ).
{وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم }
فأين الموازنات بين الإيجابيات والسلبيات ؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، يحذر ما صنعوا
وقال البخاري: حدثنا علي بن عبدالله: حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قاتل الله فلانا، ألم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فجملوها، فباعوها"
ألا يتضمن مبدأ الموازنات طعنا في هذه المواقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الذي ملأ الدنيا عدلا؟!- انتهى كلام الشيخ -
فهذه نماذج رعاك الله بحفظه و لا أريد الإطالة ولك هذا الرابط تجد فيه الكتاب المذكور لنقد هذا المنهج الباطل في النقد وأنه تذكر الحسنات والسيئات عند نقد الشخص أو الفرقة أو الكتاب .
http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=15&gid=