فوائد آيات الأنبياء ومعجزاتهم :
إن الآيات التي جاء بها الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ذات فوائد كثيرة نذكر منها ما يلي:
1. بيان قدرة الله سبحانه وتعالى، وذلك أن خرق العادة أمر متعذر على الناس فعله، فإذا أجراه الله على يد رسله، كان ذلك دليلا على سعة قدرة الله وأنه المتصرف في الأسباب الكونية لا أن الأسباب هي المتصرفة في الكون .
2. بيان رحمة الله بعباده، إذ لم يكتف سبحانه بإرسال الرسل وإنزال الكتب الموافقة لما فُطر الناس عليه من التوحيد، وإنما أيد رسله بالمعجزات حتى لا يكون للناس عذر في رد ما جاء به الرسل من الحق والدين.
3. بيان حكمة الله البالغة؛ إذ لم يرسل رسلا دون أن يؤيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم، وذلك أن من غير الحكمة أن يرسل المرء شخصا في أمر غاية في الأهمية من غير أن يزوده بما يدل على صحة رسالته من أمارة أو دليل، فكيف برسالة عظيمة من أحكم الحاكمين ؟!
4. رحمة الله بالرسول الذي أرسله؛ إذ لو أرسله من غير معجزات وآيات تدل على صدقه، لما صدقه الخلق ولكان عرضة للسخرية والهزء والتكذيب، فكان إرساله بالآيات المعجزات من رحمة الله به؛ ليتسنى له إقناع الخلق بطريقة لا يستطيعون معارضتها، ولا يمكنهم ردها إلا جحوداً وعناداً .
واجبنا نحو الرسل
أوجب الشرع الكريم على المسلم حقوقا، عليه أن يؤديها تجاه أنبياء الله ورسله، قياما بما أمر الله به من تعظيمهم وتوقيرهم، واعترافاً بما فضلهم به على سائر الخلق، من تبليغ رسالته وتبيين دينه.
فمن تلك الحقوق: الإيمان بهم جميعاً، وعدم التفريق بينهم، بأن يُؤمن ببعض ويُكفر ببعض كحال النصارى الذي آمنوا بعيسى وكفروا بمحمد، أو كحال اليهود الذين آمنوا بموسى وكفروا بعيسى ومحمد عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، قال تعالى: { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } (البقرة:136).
ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله النظر إليهم بعين الكمال ، فلا يجوز للمسلم أن ينتقص واحدا من الأنبياء ، بل يجب أن يعتقد أنهم أدوا رسالة الله على أكمل وجه ، وأنهم بلغوا درجة الكمال البشري ، فلا نقص يعيبهم ، ولا عيب يشينهم ،قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تفضلوا بين أنبياء الله ) متفق عليه ، وإنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك – وقد علم أنه خيرهم – تواضعاً ، ولئلا يتوصل بالتفاضل بين الأنبياء إلى انتقاص أحد منهم .
ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله محبتهم جميعاً ، وهذا أمر مجمع عليه ، ومن أبغض نبياً من الأنبياء فقد كفر .
ومن حقوقهم دفع غلو الغالين فيهم، كغلو النصارى في المسيح بن مريم عليه السلام حيث ادعوا أنه ابن الله ، قال تعالى :{ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } (النساء:171).
ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله دفع ما أُلصق بهم من تهم وإشاعات ، كتلك التي روجها اليهود - وزعموا أنها في الكتاب المقدس – حيث تصف الأنبياء بأنهم أهل غدر وخيانة ، أو أنهم أهل شهوة وسكر ، فإن الذب عن أعراض أنبياء الله أمام هذه التهم الباطلة من أوجب الواجبات على أهل العلم ، صيانة لمقام الأنبياء وحفظا لحقهم.
ومن الأدب مع أنبياء الله ورسله، الصلاة والسلام عليهم مطلقاً وعند ذكرهم، فقد نقل غير واحد من العلماء الإجماع على مشروعية ذلك، منهم الإمام النووي .
هذا فيما يتعلق بحقوق أنبياء الله ورسله على المسلم على وجه العموم ، ولا شك أن هناك حقوقاً اختص بها نبينا صلى الله عليه وسلم ،من أعظمها وجوب متابعته ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، قال تعالى:{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب } ( الحشر:7 ) وقال: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } (الأحزاب:21)، كما يجب اعتقاد أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، وأن شريعته هي خاتمة الشرائع، وأنه لا نجاة لأحد إلا باتباعه صلى الله عليه وسلم.
تلك كانت لمحة موجزة عن الركن الرابع من أركان الإيمان، عن الإيمان بالرسل سادة البشرية وهداتها، عن صفوة الله من خلقه الذين اصطفاهم الله لحمل رسالته وتبليغ دينه، فقاموا بما كلفوا به خير قيام، وتحلموا صنوف الأذى في ذلك، فمنهم من قتل، ومنهم من رمي في النار، ومنهم من نفي، ومنهم من سلط عليه سفلة الخلق وهملهم، هذا وهم في ذلك صابرون محتسبون، راغبون في إيصال الخير لأقوامهم وهدايتهم، فكانوا بحق هداة البشرية الحقيقين ورواد النهضة فيها، فلو بحثت البشرية في تاريخها كله لما أوجدت أشرف ولا أنبل من أنبياء الله ورسله، فصلوات الله وسلامه عليهم جميعاً إلى يوم الدين.
اتفقت الأمة على أن رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم معصومون فيما يتعلق بتبليغ الوحي ، فلا يكذبون ، ولا ينسون ، ولا يغفلون ، وقد تنوعت الدلائل الشرعية على إثبات ذلك في حق نبينا صلى الله عليه وسلم - ومثله سائر الأنبياء - من تلك الدلائل ما وعد الله به نبيه من عصمته من النسيان ، قال تعالى :{ سنقرئك فلا تنسى }(الأعلى:6) ومنها تزكية الله له من جهة البلاغ عنه ، قال تعالى : { وما ينطق عن الهوى () إن هو إلا وحي يوحى }(النجم:3-4) .
هذا فيما يتعلق بحال الأنبياء في تبليغ الوحي أما ما سوى ذلك من أحوالهم ، فمذهب السلف على أن الرسل بشر ، يعتريهم ما يعتري سائر البشر من العوارض والأمراض، إلا أن الله عصمهم من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم.
وأما صغائر الذنوب التي لا تدل على خساسة قدر ، وضعة منزلة ، فمذهب السلف جواز وقوعها من الأنبياء ، إلا أن الله لا يقرهم عليها بل سرعان ما ينزل الوحي مصححا وهاديا، وقد ذكر الله لنا بعضا مما وقع من أنبيائه ، مما عاتبهم عليه وأرشدهم فيه -
من ذلك قوله تعالى في حق نبينا صلى الله عليه وسلم : { عبس وتولى () أَن جاءه الأعمى } (عبس:1-2) . وذلك أن عبد الله بن أم مكتوم أتى النبي يستهديه ، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، لانشغاله بدعوة سادات قريش ، فنزل عتاب الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك عتاب الله لنبيه في قبول الفدية عن أسرى المشركين قال تعالى : { وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } (الأنفال:67)
وذكرت السنة نماذج أخرى فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة ، فلدغته نملة ، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار ، فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة ) رواه البخاري ومسلم .
فهذا بعض ما ورد في الكتاب والسنة مما يثبت جواز وقوع الخطأ في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، مع التأكيد أن ذلك غير قادح في وجوب الاقتداء بهم كما قال تعالى :{ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدهْ } (الأنعام:90) ، ذلك أن الله لا يقرهم على خطأهم بل ينزل الوحي هاديا ومرشدا .
أما الحكمة من جواز وقوع الخطأ اليسير منهم فذلك من رحمة الله بهم ، حيث لم يحرمهم من أعظم العبادات وأحبها إليه سبحانه وهي التوبة والإنابة ، وقد وصف الله خليله إبراهيم بأنه : { لحليم أواه منيب }( هود: 75)، وقال صلى الله عليه وسلم : ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري .
والعصمة كما اتفق العلماء لا تثبت إلا للأنبياء ، أما غيرهم من البشر فالخطأ في حقهم جائز ، عظم هذا الخطأ أم صغر ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم خطّاء وخير الخطاءين التوابون ) رواه ابن ماجة وحسنه الشيخ الألباني ، فهذا النص عام لا يخرج منه إلا الأنبياء للأدلة التي ذكرناها ، وحسب التفصيل الذي بيناه .
فهذا مجمل القول في عصمة الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وهي تدل على حكمة الله عز وجل ، إذ عصم أنبياءه مما يقدح في أصل دعوتهم ، أو في أخلاقهم ، وأجاز وقوع الخطأ اليسير منهم ، لئلا يحرمهم لذة الإنابة إليه سبحانه ، والعصمة تدل أيضاً على تميز مقام النبوة ، كونه مقام تشريع وهداية ،فأبعد الله عنه الشبهات بعصمة صاحبه وصيانة مكانته .
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين , بل إن إيمان العبد متوقف على وجود هذه المحبة ,فلا يدخل المسلم في عِداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه التي بين جنبيه ومن ولده ووالده والناس أجمعين , قال عز وجل :{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } ( التوبة 24) . وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ).
وهذه المحبة وإن كانت عملاً قلبياً , إلا أن آثارها ودلائلها لابد وأن تظهر على جوارح الإنسان , وفي سلوكه وأفعاله , فالمحبة لها مظاهر وشواهد تميز المحب الصادق من المدعي الكاذب , وتميز من سلك مسلكا صحيحا ممن سلك مسالك منحرفة في التعبير عن هذه المحبة .
وأول هذه الشواهد والدلائل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه , فإن أقوى شاهد على صدق الحب - أيا كان نوعه - هو موافقة المحب لمحبوبه , وبدون هذه الموافقة يصير الحب دعوى كاذبة , ولذلك كان أكبر دليل على صدق الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو طاعته واتباعه , فالاتباع هو دليل المحبة الأول , وشاهدها الأمثل , بل كلما عظم الحب زادت الطاعة له صلى الله عليه وسلم , فالطاعة إذا هي ثمرة المحبة , ولذلك حسم القرآن دلائل المحبة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام في آية المحنة وهي قوله جل وعلا : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } (آل عمران 31) , فإذا كان الله عز وجل قد جعل اتباع نبيه دليلا على حبه سبحانه , فهو من باب أولى دليل على حب النبي صلى الله عليه وسلم , قال الحسن البصري رحمه الله " زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية .
وصدق القائل :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم , هو من أطاعه واقتدى به , وآثر ما يحبه الله ورسوله على هوى نفسه .
ومن دلائل محبته صلى الله عليه وسلم تعظيمه وتوقيره والأدب معه , بما يقتضيه مقام النبوة والرسالة من كمال الأدب وتمام التوقير , وهو من أعظم مظاهر حبه , ومن آكد حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته , كما أنه من أهم واجبات الدين , قال تعالى : { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا . لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا } ( الفتح 9) . فالتسبيح لله عز وجل , والتعزير والتوقير للنبي صلى الله عليه وسلم , وهو بمعنى التعظيم .
ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم تقديمه على كل أحد , والثناء عليه بما هو أهله , وتوقير حديثه , وعدم رفع الصوت عليه أو التقديم بين يديه , وكثرة الصلاة والسلام عليه .
ومن دلائل هذه المحبة أيضا الاحتكام إلى سنته وشريعته , فقد أقسم الله عز وجل بنفسه أن إيمان العبد لا يتحقق حتى يرضى بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وأحواله , وحتى لا يبقى في صدره أي حرج أو اعتراض على هذا الحكم , فقال سبحانه : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } ( النساء 65) , وجعل الإعراض عن سنته وترك التحاكم إليها من علامات النفاق والعياذ بالله , فقال تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا } ( النساء 60-61) .
ومن الدلائل أيضا على محبته صلى الله عليه وسلم الذَّبُّ عنه , والدفاع عن سنته , ضد كل مبطل ومشكك , والحرص على نشرها بين الناس صافية نقية من كل ما علق بها من شوائب البدع .
وإن مما يؤسف له أن مفهوم محبة الرسول عليه الصلاة والسلام قد فسد وانحرف عند كثير من المسلمين , خصوصاً في هذه العصور المتأخرة , فبعد أن كانت هذه المحبة تعني إيثار الرسول صلى الله عليه وسلم على كل مخلوق , وطاعته واتباعه , صار مفهومها عند البعض عبادته ودعاءه , وتأليف الصلوات المبتدعة , وعمل الموالد , وإنشاد القصائد والمدائح في الاستغاثة به , وصرف وجوه العبادة إليه من دون الله عز وجل , وبعد أن كان تعظيم الرسول الله صلى الله عليه وسلم بتوقيره والأدب معه , صار التعظيم عندهم هو الغلو فيه بإخراجه عن حد البشرية , ورفعه إلى مرتبة الألوهية , وكل ذلك من الفساد والانحراف الذي طرأ على معنى المحبة ومفهومها .
ومن ذلك ما يفعله كثير من المسلمين في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من الاحتفال بذكرى المولد النبوي , والاجتماع لإنشاد القصائد والمدائح , التي ربما اشتملت على الأمور الشركية المحرمة , وقد يصاحب ذلك الاختلاط بين الرجال والنساء , وسماع الملاهي , ونحو ذلك مما لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم , ولم يكن عليه سلف الأمة , ولو كان خيرا لسبقونا إليه .
إن المحبة أخي المسلم ليست ترانيم تغنى ولا قصائد تنشد ولا كلمات تقال , ولكنها طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم , وعمل بالمنهج الذي حمله ودعا إليه , وإلا فأي تعظيم أو محبة للنبي صلى الله عليه وسلم لدى من شك في خبره , أو استنكف عن طاعته , أو تعمد مخالفته , أو ابتدع في دينه , فاحرص على فهم المحبة فهما صحيحا وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتك في كل أقوالك وأفعالك ففي ذلك الخير لك في الدنيا والآخرة , قال الله جل وعلا : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا }( الأحزاب 21) .
استقرت لآل البيت النبوي في نفوس المؤمنين مكانة رفيعة، لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، واتصالهم بنسبه، ولنصرتهم رسول الله صلى الله عليه في أحلك الظروف وأشد الأزمات منذ بدء الدعوة، فحفظ لهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأوصى بهم أمته خيرا، فقال عليه الصلاة والسلام
أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به, فحث على كتاب الله ورغب فيه, ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي .. الحديث ) رواه مسلم في صحيحه، وعرف المسلمون لهم هذا الفضل، حتى قال أبو بكر رضي الله عنه: " والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي " رواه البخاري ومسلم وقال أيضا: " ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته " رواه البخاري أي: احفظوه فيهم؛ فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم. وقال عمر للعباس رضي الله عنهما: " والله، لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح قاله الهيثمي في المجمع .