هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أثرالإسلام فى تحويل الإهتمامات وتغيير العقليات -الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
همام(فارس الإسلام)
مشرف
مشرف
همام(فارس الإسلام)


عدد الرسائل : 167
تاريخ التسجيل : 21/11/2007

أثرالإسلام فى تحويل الإهتمامات وتغيير العقليات -الجزء الثانى Empty
مُساهمةموضوع: أثرالإسلام فى تحويل الإهتمامات وتغيير العقليات -الجزء الثانى   أثرالإسلام فى تحويل الإهتمامات وتغيير العقليات -الجزء الثانى I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 18, 2008 5:37 pm

الجزء الثانى من موضوع أثر الاسلام فى تحويل الاهتمامات وتغير العقليات



الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



أما بعد:



فحين ابتعد المسلمون عن الإسلام كان ولابد أن تعود عقولهم إلى الصغر والضيق، واهتماماتهم إلى التفاهة والحقارة... وهو شأن كل فرد وأمة بلا رسالة.. فكثير من الناس اليوم يعيشون في تطلعات واهتمامات تافهة لا تعدو اهتماماتهم في مصوغاتها اهتمامات الأطفال الذين يجمعون طوابع البريد أو يجمعون أغطية أو سدادات زجاجات المياه الغازية.. فضلاً عما في اهتمامات الكبار من خبث ومعاصٍ تتنزه عنها اهتمامات الأطفال، وأصبح هناك تفاهات عالمية يلتقي عليها العالم كمسابقات ملكات الجمال، وبيوت الأزياء، وغير ذلك.



وعالمية هذه التفاهات هي التي تصور للبعض هنا وهناك أنهم يصنعون أشياء عظيمة أو يقومون ببطولات، ولا أدل على ذلك عندهم من أن أسلوب حياتهم وتطلعاتهم موافقة لما عليه غيرهم في مختلف دول العالم، بل هي موضع اهتمامات كل البشر في نظرهم.. وبعض هذه التفاهات التي ينمو الاهتمام بها كلما ابتعد القوم عن الحياة لرسالة ربهم.. أقول: بعض هذه التفاهات نظرًا لثقلها الشديد وضغطها على المجتمع انتقلت إلى كثير من الطيبين حتى من شباب الدعوة والمنتسبين لها.



ومن أمثلة ذلك الاهتمام بمباريات الكرة بطريقة لا تناسب مع ادعاء الحياة للدعوة والإسلام، والانشغال الذهني والعقلي والنفسي بها. والتفكير في مصير بعض الأندية في الدوري أو الكأس... والاهتمام بحساب ما على كل ناد وما عليه من النقط... والموالاة القلبية التي تنمو تجاه بعض اللاعبين أو الأبطال كما يسمونهم بغض النظر عن صلاحية موالاة بعضهم من الناحية الشرعية أو عدمها، فجاذبية المباريات والاهتمام بها والتعلق ببعض اللاعبين ينسيهم ذلك...



ثم تسمع التنازلات التي تخفي وراءها السطحية المنتشرة في أوساط المسلمين، التنازلات التي تدل على أن قطاعًا كبيرًا من المسلمين الطيبين لم يدركوا قضيتهم بعد... ولم يعيشوا لها.. وهي التنازلات حول حكم مشاهدة مباريات كرة القدم.. هل ذلك حلال أم حرام؟ وهو سؤال إن أتى من رجل الشارع فلا بأس، أما أن يأتي من شاب يدعو أو يقول: إنه يعيش للدعوة إلى الله فهو العجب العجاب... لأن سؤاله يصور لك ويدلك على تصور أنه يتصور أن القضية قضية حل المشاهدة أو حرمتها... وإنما الأصل في أوساط الدعاة الجادين أن لا يطرأ هذا السؤال من الأساس لأن حياتهم لقضية أكبر من ذلك واهتمامات أرفع وأجل من ذلك، بحيث لا يبقى لهم صبر على إهلاك الأوقات في توافه الأمور أو الانشغال بها وإن كانت مباحة، وهذا كمجرد مثال.



والاهتمامات التافهة في أوساطنا كثيرة بل هي الأصل، وقل أن تجد من يحيا فعلاً للقضية الكبرى التي من أجلها ابتعث الله هذه الأمة.. ونحن لا نقصد من ذكر هذا المثال أن نقول للناس: لا تشاهدوا تلك المباريات ثم نتركهم بعد ذلك ينظر بعضهم إلى بعض ولا يصنعون شيئًا...



وإنما المراد من سوق ذلك المثال أن نذكر أن الناس لا يزالون في حاجة إلى إدراك الاهتمامات التي يجب أن يتجهوا إليها ويعيشوا لها، هذا الإدراك الذي إن وجد فهو الكفيل بتغطية أوقاتهم وتحركاتهم وتطلعاتهم لتكون كلها جادة بناءة دون حاجة لطرح مسألة الحكم في الانشغال بمثل هذه الأمور... أو التنبيه على عدم الانشغال...



أما أن يظل حال المسلمين على ما هو عليه من الاضمحلال الفكري... والخواء العقلي، وحقارة الآمال والتطلعات.. من فيديو إلى لعب إلى غناء إلى انشغال في تحصيل وسائل الترف... والجري وراء بعض الماديات التي يسمونها السعادة تارة والمستقبل تارة أخرى.. فلن ينتصر بهم دين ولن تقوم لهم قائمة، ويكفي عليهم وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه:يا أشباه الرجال ولا رجال.. حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال..



فأين اهتمامات الناس اليوم من اهتمامات رجال المسلمين الأوائل؟ بل أين اهتماماتهم من اهتمامات نساء المسلمين وصبيانهم، الذين تلقوا جيش خالد بن الوليد بعد رجوعه من غزوة مؤتة ونجاة خالد بثلاثة آلاف من المسلمين من مائة ألف من الروم وانحيازه بهم إلى المدينة؟ تلقاهم النساء والصبيان يحثون على الجيش التراب ويقولون: يا فرار أفررتم في سبيل الله. ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى..)).



ويعنينا هنا ذلك الموقف منهم في تلقي الجيش بهذا الاستقبال وما فيه من دلالات على رفعة اهتماماتهم في الحياء وإدراكهم أن اهتمامهم الذي يحيون له هو إعلاء كلمة الله، وأن ذلك أغلى وأعز من الأزواج والآباء... ولما تخلى المسلمون عن اهتماماتهم الكبيرة كان ولا بد أن ينحط العالم بانحطاطهم ويخسر بذلك خسارة فادحة... وتنمو وتترعرع الاهتمامات التافهة، إذن أين للعالم بالاهتمامات الرفيعة وأصحاب الاهتمامات الرفيعة قد ناموا وتخاذلوا، وفقدوا ميزتهم وعملهم الذي ابتعثهم الله من أجله.



والذي يذكر لنا الله عز وجل في كتابه فيقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].. فهي لم توجد لنفسها فحسب وإنما أخرجت للناس لترفعهم من وهدة الانحطاط والذل إلى قمة العزة والسعادة، وتطهرهم من الوحل والقذارة بنور الوحي والهداية.. تلك المهمة الكبيرة الرفيعة التي عبر عنها ربعي بن عامر مخاطبًا قائد الفرس بقوله: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.



هذه المهمة التي لا ينبغي أن تشغلنا عنها الشواغل... ولا نلتفت لشيء سواها إلا ما تشتد إليه حاجتنا وذلك هو التطبيق العملي لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) أي ولا تشتد به اهتمامه من قول أو فعل... ويقتصر على ما يعنيه. وهذه العناية كما يقول ابن رجب: ليست بحكم الهوى وطلب النفس بل بحكم الشرع والإسلام..



فالمسلم الصادق الجاد يجب عليه أن يعاف كل ما لا يؤثر في تقدم دعوته... وأن يهتم بالمهمة الملقاة على عاتق هذه الأمة التي أخرجت للناس لتطهرها وتزكيها برسالة الله... وتعالجها من أمراضها المزمنة الخبيثة.. وهذا العلاج لن يتم بالطرق السطحية التي يتخذها البعض مثل أسباب الفساد والمفسدين في المجالس والخطب، ثم الحوقلة ثم انطلاق كل إلى دنياه واهتماماته الخاصة بعد ذلك..



ولن يتم العلاج المطلوب ببعض الانفعالات العاطفية والخطب العنترية وردود الأفعال المبعثرة، والاستجابة اليوم لاستفزاز هنا وغدًا لاستفزاز هناك، ثم لا منهج متميز للدعوة ولا حظ ثابت، ولا طريق مفهوم، ولا نجاح ولا استمرار، ولا إدراك لطبيعة الدعوة وطبيعة الواقع.



وإن المتأمل في تاريخ هذه الدعوة يجد تميزها بخطوات ومناهج مميزة ثابتة لا تخضع لردود الأفعال... ويدل على ذلك تلك الفترة المتميزة التي قضاها المسلمون في مكة قبل الهجرة، ويلاحظ فيها الخط الثابت لأصحاب الدعوة، وكان الهدف الواضح حينذاك هو القاصد إلى تحقيق هدف معين مع الصبر ودون استعداد للانشغال عنه باستفزاز من هنا أو هناك، ولم يكن ليؤذن لهم أن يواجهوا يومئذ البطش بالبطش ولا الأذى بالأذى، ولم تكن نفوسهم تلك النفوس التي ترضى بأن تتحمل ضيمًا، ولكنها التربية التي لابد منها والخطوات الأولى الطويلة التي لا يمكن تعديها والتي لابد أن يفشل كل عمل بدونها... التربية الحكيمة الكاملة، الطاعة لله ولرسوله والضبط والإحكام، فقد قيل لهم: (كفوا أيديكم) فكفوا أيديهم وأخذوا يروضون أنفسهم على الصبر والأناة، واحتمال جهل الجاهلية وبغي الطاغين، ولم يكن المؤمنون ذاك اليوم في ذل ولا استخذاء ولا يأس ولا وهن، ولكنهم كانوا يحتملون الأذى والموت في سبيل الله وعيونهم قريرة وقلوبهم مطمئنة إلى نصر الله، ونفوسهم مستعلية على شرك المشركين وضلالهم وفتنتهم. ثلاثة عشر عامًا تمر في تربية الضبط والإحكام، وتمهد للأعوام العشرة المدنية التي تلتها، والتي تم فيها فتح الجزيرة العربية، وهذه تمهد للأعوام التي تلتها والتي امتد فيها الإسلام إلى أقصى المشرق وأقصى المغرب.



وإن المتأمل في سيرته صلى الله عليه وسلم ليدرك أن المواجهة لم تكن مقصودة لذاتها، وإنما مقصد الدعوة الأولى تفهيم الناس الدعوة وإدخالهم فيها.. ولذلك كانت الهجرة إلى المدينة حيث المدينة الأكثر ترحابًا للدعوة وعدم الإصرار على البقاء في مكة مع قوم شديدي العدوان للدعوة وحاملها...



وفي عمرة الحديبية لما خرج صلى الله عليه وسلم بالمسلمين بهدف محدد وهو العمرة لا الحرب، فلما كان بعسفان علم بخروج قريش في خيلهم إلى كُراع الغميم على بعد ثمانية أميال من عسفان، فلم يعاند ويصر على تكلف المرور من عندهم، بل قال لأصحابه: ((مَن رجلٌ يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها))، وهذا يوضح ما ذكرناه سابقًا عن بروز المنهج الصحيح الذي يحدد هدفًا ثم لا يقبل استفزازًا وردود أفعال تشغل عن الهدف المحدد.



ولما كان هدفه صلى الله عليه وسلم العمرة لا الحرب، فلم يستفزه خروج قريش عن غرضه، وبحث عن طريق آخر، ومما يدل على أن الأصل في الدعوة ارتياد الشباب والأشخاص المقبلة قبل المعرضة قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى. فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى. وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى. وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى. وَهُوَ يَخْشَى. فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى. كَلا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} [عبس: 5 ـ 12].



فإذن الطريق واضح لأصحاب الدعوة، البدء بالشباب والأشخاص المقبلة، ويكون البدء بالتربية دون استفزازات وردود أفعال جانبية، ويأس المرء حينما يجد الأفكار العجيبة والاختلافات في تحديد طريق الدعوة رغم وضوح الأمر في المنهج النبوي السليم المبارك... ولكن التخطيط الذي يحظى به البعض في طريق الدعوة إنما يأتي من تقديم للأهواء على المعلوم من الشرع... للغرور والانفصال عن العلماء والاستكبار عن الاستفادة مما كتبه علماء السلف السابقين ومما يكتبه ويفتي به علماء أهل السنة المعاصرون المشهود لهم بالعلم والأصالة والحرص على الدين.. فإن اغترار الشباب والمبتدئين في طلب العلم بعقولهم واستكبارهم عن العلماء الصالحين وتسفيههم لهم هو سبب من أسباب التخبط والشذوذات في منهج الدعوة ومنهج التفقه...



نسأل الله الهداية والثبات وأن يجمع الدعاة على المنهج الواضح الصحيح حتى تخرج الأمة من تلك الغمة.. (اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أثرالإسلام فى تحويل الإهتمامات وتغيير العقليات -الجزء الثانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أثر الإسلام فى تحويل الإهتمامات وتغيير العقليات -الجزء الأول
» ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ الجزء الثانى
» تحويل القبلة
» الجزء الثاني الاحلي
» إنتصار الحق ( الجزء الأول).

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: الـملـتـقى الــعــام-
انتقل الى: