الموضوع: تحليل الحنث فى القَسَم
الكاتب: أ. د / علي جمعة
الشبهة:
إنه جاء فى سورة البقرة : ( لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ، ولكن يؤاخكم بما كسبت قلوبكم ) (1) وليس هذا من مفومات النبل والشرف ؛ فإن المسيح قد نهى عن الحلف مطلقاً
الرد على الشبهة :
تنص التوراة على " لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً " [خر 20: 7 ] . وفى سفر اللاويين : " ولا تحلفوا باسمى للكذب " [لا 19: 12].
ومفسروالتوراة يقولون : " اختلف المفسرون فى معنى هذه الوصية فقال قوم : إنها تنهى عن القسم بالله على صحة ما هو كاذب ، وقيل : إنها تنهى عن التهاون والاستخفاف باسمه تعالى ، حتى تحظر على الإنسان أن ينطق باسمه بدون مراعاة الرهبة والاحترام ".
ونَهْىُ المسيح عن القسم ليس عن كل شىء . بل عن القسم على ما هو باطل ، يقول المفسرون : " وقد أبان المسيح فى موعظته على الجبل أن الشريعة منعت عن القسم على صحة ما هو باطل فقط ".
وفى القرآن أن القسم مشروط ( أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس ) (2) وليس على الكذب . فيكون اللغو فى الآية مفسراً بغير الكذب .
كبناء مسجد . هل يبنى أو لا يبنى ؟ فإنه إذا حسم التردد بيمين ، ثم بدا له أن يرجع فى الحال ؛ فله ذلك . أما إذا حسم التردد بيمين . وعزم عليه وعقده وأكده ؛ فليس له أن يرجع فيه . وإن رجع فيه يلزمه التكفير عنه . وعلى قوله ( أن تبروا وتتقوا وتصلحوا ) لايكون الكذب داخلاً فى الموضوع على أى تفسير للغو . ــــــــــــ
(1) البقرة : 225.
(2) البقرة : 224.