هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعدد قراءات القرآن الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جنـة المأوى
مشرف
مشرف
جنـة المأوى


عدد الرسائل : 630
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 20/11/2007

تعدد قراءات القرآن  الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: تعدد قراءات القرآن الجزء الاول   تعدد قراءات القرآن  الجزء الاول I_icon_minitimeالأربعاء يناير 02, 2008 6:57 am

الموضوع: تعدد قراءات القرآن


الكاتب: أ. د / عبد العظيم المطعني

الشبهة:

تعدد القراءات ألا يدل على الاختلاف فيه ، وهو نوع من التحريف ؟


مقدمة :

القراءات : جمع قراءة ، وقراءات القرآن مصطلح خاص لا يراد به المعنى اللغوى المطلق ، الذى يفهم من اطلاع أى قارئ على أى مكتوب ، بل لها فى علوم القرآن معنى خاص من إضافة كلمة قراءة أو قراءات للقرآن الكريم، فإضافة " قراءة " أو "قراءات " إلى القرآن تخصص معنى القراءة أو القراءات من ذلك المعنى اللغوى العام ، فالمعنى اللغوى العام يطلق ويراد منه قراءة أى مكتوب ، سواء كان صحيفة أو كتابًا ، أو حتى القرآن نفسه إذا قرأه قارئ من المصحف أو تلاه بلسانه من ذاكرته الحافظة لما يقرؤه من القرآن ومنه قول الفقهاء : القراءة فى الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء تكون جهرًا ، فإن أسرَّ فيهما المصلى فقد ترك سُنة من سنن الصلاة ، ويسجد لهما سجود السهو إن أسر ساهيًا . فقراءة القرآن هنا معنى لغوى عام ، لا ينطبق عليه ما نحن فيه الآن من مصطلح : قراءات القرآن . وقد وضع العلماء تعريفًا للقراءات القرآنية يحدد المراد منها تحديدًا دقيقًا . فقالوا فى تعريفها :
" اختلاف ألفاظ الوحى فى الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما (1) .
وقد عرفها بعض العلماء فقال :
" القراءات : هى النطق بألفاظ القرآن كما نطقها النبى - صلى الله عليه وسلم - . ." ( 2)
ومما تجب ملاحظته أن القراءات القرآنية وحى من عند الله عزَّ وجل ، فهى - إذن - قرآنٌ ، ولنضرب لذلك بعض الأمثلة :
قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنْفُسِكُمْ )(3) . هذه قراءة حفص عن عاصم ، أو القراءة العامة التى كُتب المصحف فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه عليها ، والشاهد فى الآية كلمة "أنفُسِكُم" بضم الفاء وكسر السين ، وهى جمع : " نَفْس " بسكون الفاء ، ومعناها : لقد جاءكم رسول ليس غريبًا عليكم تعرفونه كما تعرفون أنفسكم لأنه منكم نسبًا ومولدًا ونشأة ، وبيئة ، ولغة .
وقرأ غير عاصم : " لقد جاءكم رسول من أَنْفَسِكُمْ " بفتح الفاء وكسر السين ، ومعناها : لقد جاءكم رسول من أزكاكم وأطهركم .
و" أنْفَس " هنا أفعل تفضيل من النفاسة . فكلمة " أنفسكم " كما ترى قرئت على وجهين من حيث النطق . وهذا هو معنى القراءة والقراءات القرآنية .
مع ملاحظة مهمة ينبغى أن نستحضرها فى أذهاننا ونحن نتصدى - فيما يأتى - للرد على الشبهة التى سيوردها خصوم القرآن من مدخل : تعدد قراءات القرآن أن هذه القراءات لا تشمل كل كلمات القرآن ، بل لها كلمات فى الآية دون كلمات الآية الأخرى ، وقد رأينا فى الآية السابقة أن كلمات الآية لم تشملها القراءات ، بل كانت فى كلمة واحدة هى " أنفسكم ".
وهذا هو شأن القراءات فى جميع القرآن ، كما ينبغى أن نستحضر دائمًا أن كثيرًا من الآيات خلت من تعدد القراءات خلوًّا تامًّا .
ومثال آخر ، قوله تعالى :
" مالك يوم الدين " والشاهد فى الآية كلمة " مالك " ، وفيها قراءتان :
" مالك " اسم فاعل من " مَلِكَ " وهى قراءة حفص وآخرين . " مَلِك " صفة لا اسم فاعل ، وهى قراءة : نافع وآخرين .
ومعنى الأولى " مالك " القاضى المتصرف فى شئون يوم الدين ، وهو يوم القيامة .
أما معنى " مَلِك " فهو أعم من معنى " مالك " أى من بيده الأمر والنهى ومقاليد كل شىء . ما ظهر منها وما خفى .
وكلا المعنيين لائق بالله تعالى ، وهما مدح لله عز وجل .
ولما كانت هذه الكلمة تحتمل القراءتين كتبت فى الرسم هكذا "ملك " بحذف الألف بعد حرف الميم ، مع وضع شرطة صغيرة رأسية بين الميم واللام ، ليصلح رسمها للنطق بالقراءتين .
ومثال ثالث هو قوله تعالى : ( يوم يُكشف عن ساق )(4) .
والشاهد فى الآية كلمة " يُكشَف " وفيها قراءتان الأولى قراءة جمهور القراء ، وهى " يُكشف " بضم الياء وسكون الكاف ، وفتح الشين . بالبناء للمفعول والثانية قراءة ابن عباس " تَكْشِفُ " بفتح التاء وسكون الكاف ، وكسر الشين ، بالبناء للفاعل ، وهو الساعة ، أى يوم تكشف الساعة عن سياق . قرأها بالتاء ، والبناء للمعلوم ، وقرأها الجمهور بالياء والبناء للمجهول .
والعبارة كناية عن الشدة ، كما قال الشاعر :
كشفت لهم ساقها * * * وبدا من الشر البراح (5).
هذه نماذج سقناها من القراءات القرآنية تمهيدًا لذكر الحقائق الآتية :

إن القراءات القرآنية وحى من عند الله عز وجل .
إنها لا تدخل كل كلمات القرآن ، بل لها كلمات محصورة وردت فيها ، وقد أحصاها العلماء وبينوا وجوه القراءات فيها .
إن الكلمة التى تقرأ على وجهين أو أكثر يكون لكل قراءة معنى مقبول يزيد المعنى ويثريه .
إن القراءات القرآنية لا تؤدى إلى خلل فى آيات الكتاب العزيز ، وكلام الله الذى أنزله على خاتم رسله عليهم الصلاة والسلام .
ومع هذا فإن خصوم الإسلام يتخذون من تعدد قراءات بعض كلمات القرآن وسيلة للطعن فيه ، ويرون أن هذه القراءات ما هى إلا تحريفات لحقت بالقرآن بعد العصر النبوى .
وكأنهم يريدون أن يقولوا للمسلمين ، إنكم تتهمون الكتاب المقدس بعهديه ( التوراة والإنجيل ) بالتحريف والتغيير والتبديل ، وكتابكم المقدس ( القرآن ) حافل بالتحريفات والتغييرات والتبديلات ، التى تسمونها قراءات ؟
وهذا ما قالوه فعلاً ، وأثاروا حوله لغطًا كثيرًا ، وبخاصة جيش المبشرين والمستشرقين ، الذين تحالفوا - إلا قليلاً منهم - على تشويه حقائق الإسلام ، وفى مقدمتها القرآن الكريم .
ونكتفى بما أثاره واحد منهم قبل الرد على هذه الشبهة التى يطنطنون حولها كثيرًا ، ذلكم الواحد هو المستشرق اليهودى المجرى المسمى : " جولد زيهر " الحقود على الإسلام وكل ما يتصل به من قيم ومبادئ .
إن هذا الرجل لهو أشد خطرًا من القس زويمر زعيم جيش المبشرين الحاقدين على الإسلام فى عهد الاحتلال الإنجليزى للهند ومصر .
أوهام جولد زيهر حول القراءات القرآنية :
المحاولة التى قام بها جولد زيهر هى إخراج القراءات القرآنية من كونها وحيًا من عند الله ، نزل به الروح الأمين إلى كونها تخيلات توهمها علماء المسلمين ، وساعدهم على تجسيد هذا التوهم طبيعة الخط العربى ؛ لأنه كان فى الفترة التى ظهرت فيها القراءات غير منقوط ولا مشكول ، وهذا ساعد على نطق الياء تاء فى مثل " تقولون " أو " تفعلون " ! فمنهم من قرأ بالتاء " تقولون " ومنهم من قرأ بالياء " يقولون " .
هذا من حيث النقط وجودًا وعدمًا ، أما من حيث الشكل أى ضبط الحروف بالفتح أو الضم مثلاً ، وأرجع إلى هذا السبب قوله تعالى : ( وهو الذى أرسل الرياح بُشرًا . . ) (6).
فقد قرأ عاصم : " بُشرا " بضم الباء
وقرأها الكسائى وحمزة : " نَشْرا " بالنون المفتوحة بدلاً من الباء المضمومة عند عاصم .
وقرأ الباقون: " نُشُرا " بالنون المضمومة والشين المضمومة ، بينما كانت الشين فى القراءات الأخرى ساكنة (7).
وفى هذا يقول جولد زيهر نقلاً عن الترجمة العربية لكتابه الذى ذكر فيه هذا الكلام (Cool :
" والقسم الأكبر من هذه القراءات يرجع السبب فى ظهوره إلى خاصية الخط العربى ، فإن من خصائصه أن الرسم الواحد للكلمة قد يقرأ بأشكال مختلفة تبعًا للنقط فوق الحروف أو تحتها ، كما أن عدم وجود الحركات النحوية ، وفقدان الشكل ( أى الحركات ) فى الخط العربى يمكن أن يجعل للكلمة حالات مختلفة من ناحية موقعها من الإعراب . فهذه التكميلات للرسم الكتابى ثم هذه الاختلافات فى الحركات والشكل ، كل ذلك كان السبب الأول لظهور حركة القراءات ، فيما أهمل نقطه أو شكله من القرآن " .
إن المتأمل فى هذا الكلام ، الذى نقلناه عن جولد زيهر ، يدرك أن الرجل يريد أن يقول فى دهاء وخبث . إن هذه القراءات تحريفات معترف بها لدى المسلمين خاصتهم وعامتهم ، وأن النصوص الإلهية المنزلة على رسولهم أصابها بعض الضياع إنه لم يقل صراحة بالتحريف وإنما وضع المبررات لوجود التحريف فى القرآن الحكيم .
ثم أخذ - بعد ذلك - يورد أمثلة من القراءات وينسبها إلى السببين اللذين تقدم ذكرهما ، وهما :

تجرد المصحف من النقط فى أول عهده .
تجرد كلماته من ضبط الحروف .
فإلى السبب الأول نسب قوله تعالى :
( ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون) (9).
والشاهد فى كلمة " تستكبرون " وهى قراءة الجمهور . وقد قارنها جولد زيهر بقراءة شاذة " تستكثرون " بإبدال الباء ثاء ، يريد أن يقول: إن الكلمة كانت فى الأصل " يستكبرون " غير منقوطة الحروف الأول والثالث والخامس فاختُلِف فى قراءتها :
فمنهم من قرأ الخامس " باء " والأول تاء فنطق: تستكبرون ، ومنهم من قرأ الخامس " ثاء " فنطق " تستكثرون .
هذا هو سبب هاتين القراءتين عنده .
وكذلك قوله تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه . . ) (10).
والشاهد فى كلمة " إياه " ضمير نصب منفصل للمفرد الغائب الذكر .
ثم قارنها بقراءة شاذة لحماد الراوية هكذا " أباه " بإبدال الياء من " أباه " باء " أباه " أى وعدها إبراهيم عليه السلام أباه ؟ (11).
أما اختلاف القراءات للسبب الثانى ، وهو تجرد كلمات المصحف عن الضبط بالحركات ، فمن أمثلته عنده قوله تعالى :
( ومَنْ عِنْدَهُ علم الكتاب )(12).
وقارن بين قراءاتها الثلاث : " مَنْ عنْدَهُ " - " مِنْ عِنْدِه " - "مَنْ عِنْدِهِ " ؟ !
هذا هو منهجه فى إخراج القراءات القرآنية من كونها وحيًا من عند الله ، إلى كونها أوهامًا كان سببها نقص الخط العربى الذى كتب به المصحف أولاً عن تحقيق الألفاظ من حيث حروفها ومن حيث كيفية النطق بها . واقتفى أثره كثير من المبشرين والمستشرقين.


الرد على الشبهة :


في الجزء الثاني ان شاء الله Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تعدد قراءات القرآن الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعدد قراءات القرآن الجزءالثاني
» جمع القرآن الكريم الجزء الاول
» شبهات وردود (1 )(ج2 ) تعدد زوجات سيدنا محمد صلى الله عليه وس
» تعدد مصاحف القرآن
» ردود وشبهات (1) (ج3) تعدد زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الإســــلامـــيـة :: قــالوا و... قـــلــنـــا (ردود و شبهات )-
انتقل الى: