1 - التعريف :-الْوُضُوءُ يَأْتِي بِالضَّمِّ : الْفِعْلُ ، وَبِالْفَتْحِ مَاؤُهُ أي ما يُ توضأ به .
2 - حكمه :-الْوُضُوءَ مِنْ أَعْظَمِ شُرُوطِ الصَّلَاةِ ، وَقَدْ ثَبَتَ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ مِنْ حَدِيثِ " أَبِي هُرَيْرَةَ " مَرْفُوعًا { إنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ } وَثَبَتَ حَدِيثُ : { الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ } وَأَنْزَلَ اللَّهُ فَرِيضَتَهُ مِنْ السَّمَاءِ فِي قَوْلِهِ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ }
3 - كيفيته :-أ - عَنْ " أَبِي هُرَيْرَةَ " - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ { : لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ } أَخْرَجَهُ مَالِكٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا ؛
الْمُعَلَّقُ : هُوَ مَا يَسْقُطُ مِنْ أَوَّلِ إسْنَادِهِ رَاوٍ فَأَكْثَرُ
وَأَمَّا حُكْمُ السواك : فَهُوَ سُنَّةٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ ، وَقِيلَ بِوُجُوبِهِ
قَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : السِّرُّ فِيهِ ، أَيْ فِي السِّوَاكِ عِنْدَ الصَّلَاةِ ، أَنَّا مَأْمُورُونَ فِي كُلِّ حَالٍ مِنْ أَحْوَالِ التَّقَرُّبِ إلَى اللَّهِ أَنْ نَكُونَ فِي حَالَةِ كَمَالٍ وَنَظَافَةٍ ، إظْهَارًا لِشَرَفِ الْعِبَادَةِ
ب - وَعَنْ حُمْرَانَ ، وَهُوَ مَوْلَى " عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ " عُثْمَانَ بْنُ عَفَّانَ - دَعَا بِوَضُوءٍ ] أَيْ بِمَاءٍ يَتَوَضَّأُ بِهِ
[ فَغَسَلَ كَفَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ] هَذَا مِنْ سُنَنِ الْوُضُوءِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ ، وَلَيْسَ هُوَ غَسْلُهُمَا عِنْدَ الِاسْتِيقَاظِ ، بَلْ هَذَا سُنَّةُ الْوُضُوءِ ؛ فَلَوْ اسْتَيْقَظَ وَأَرَادَ الْوُضُوءَ فَظَاهِرُ الْحَدِيثَيْنِ أَنَّهُ يَغْسِلُهُمَا لِلِاسْتِيقَاظِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ الْوُضُوءُ كَذَلِكَ ، وَيُحْتَمَلُ تَدَاخُلُهُمَا
[ ثُمَّ تَمَضْمَضَ ] .
الْمَضْمَضَةُ بِأَنْ يَجْعَلَ الْمَاءَ فِي الْفَمِ ثُمَّ يَمُجُّهُ ، وَكَمَالُهَا أَنْ يَجْعَلَ الْمَاءَ فِي فِيهِ ، ثُمَّ يُدِيرُهُ ، ثُمَّ يَمُجُّهُ
حَدِيثِ " عَلِيٍّ " عَلَيْهِ السَّلَامُ { أَنَّهُ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى فَعَلَ هَذَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ : هَذَا طَهُورُ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } .
[ وَاسْتَنْشَقَ ] الِاسْتِنْشَاقُ : إيصَالُ الْمَاءِ إلَى دَاخِلِ الْأَنْفِ ، وَجَذْبُهُ بِالنَّفْسِ إلَى أَقْصَاهُ
[ وَاسْتَنْثَرَ ] الِاسْتِنْثَارُ عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ : إخْرَاجُ الْمَاءِ مِنْ الْأَنْفِ ، بَعْدَ الِاسْتِنْشَاقِ .
[ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثم غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ] فِيهِ بَيَانٌ لِمَا أَجْمَلَ فِي الْآيَةِ مِنْ قَوْلِهِ : { وَأَيْدِيَكُمْ } الْآيَةَ ؛ وَأَنَّهُ يُقَدِّمُ الْيُمْنَى [ إلَى الْمِرْفَقِ ] بِكَسْرِ مِيمِهِ
كَمَا فِي حَدِيثِ " جَابِرٍ " : [ كَانَ يُدِيرُ الْمَاءَ عَلَى مِرْفَقَيْهِ ]
[ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ]
ثُمَّ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ : هَلْ يَجِبُ مَسْحُ كُلِّ الرَّأْسِ أَوْ بَعْضِهِ ؟ قَالُوا : الْآيَةُ لَا تَقْتَضِي أَحَدَ الْأَمْرَيْنِ بِعَيْنِهِ ، إذْ قَوْلُهُ : { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } يَحْتَمِلُ جَمِيعَ الرَّأْسِ ، أَوْ بَعْضَهُ ، وَلَا دَلَالَةَ فِي الْآيَةِ عَلَى اسْتِيعَابِهِ ، وَلَا عَدَمِ اسْتِيعَابِهِ لَكِنَّ مَنْ قَالَ : يُجْزِئُ مَسْحُ بَعْضِهِ قَالَ : إنَّ السُّنَّةَ وَرَدَتْ مُبَيِّنَةً لِأَحَدِ احْتِمَالَيْ الْآيَةِ ، وَهُوَ مَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ : { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَحَسَرَ الْعِمَامَةَ عَنْ رَأْسِهِ وَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ }
وَثَبَتَ عَنْ " ابْنِ عُمَرَ " الِاكْتِفَاءُ بِمَسْحِ بَعْضِ الرَّأْسِ .
قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ : وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ
ويمسح مسحة واحدة لما ورد فِي صِفَةِ وُضُوءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَاحِدَةً }
ويجدد الماء لمسح الشعر لحديث ( وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ )
{ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ }
ويجوز له أن يزيد عن هذا القدرللحديث َعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { إنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ ، مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ
4 - بعد الوضوء :- ثُمَّ { قَالَ أَيْ عُثْمَانُ ؛ رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَتَمَامُ الْحَدِيثِ فَقَالَ : أَيْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
{ مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ : لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } أَيْ لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِمَا بِأُمُورِ الدُّنْيَا ، وَمَا لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِالصَّلَاةِ ، وَلَوْ عَرَضَ لَهُ حَدِيثٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، بِمُجَرَّدِ عُرُوضِهِ عُفِيَ عَنْهُ ، وَلَا يُعَدُّ مُحَدِّثًا لِنَفْسِهِ .
5 - ومن فوئد الحديث : -وَاعْلَمْ أَنَّ الْحَدِيثَ قَدْ أَفَادَ التَّرْتِيبَ بَيْنَ الْأَعْضَاءِ الْمَعْطُوفَةِ بِثُمَّ ، وَأَفَادَ التَّثْلِيثَ ، وَلَمْ يَدُلَّ عَلَى الْوُجُوبِ
والخلاصة : - أن أركان الوضوء ست وهي المذكورة في الآية وهي : -
1 - النية .
2 - غسل الوجه .
3 - غسل اليدين إلى المرفقين .
4 - مسح الرأس والأذنين .
5 - غسل الرجلين إلى الكعبين .
6 - الترتيب بين هذه الأركان .
وأما سنن الوضوء فثمانية وهي :-
1 - السواك .
2 - التسمية .
3 - المضمضة .
4 - الاستنشاق .
5 - الاستنثار .
6 - تثليث الغسل .
7 - الدعاء بعد الوضوء : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين - سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليك
8 - صلاة ركعتي سنة الوضوء بعده .
6 - وللتوضيح والاستزاده إليكم هذه الروابط :- برنامج لتوضيح الوضوء بالصوت والصورة
http://www.4shared.com/file/32088839/e1cc4d4e/Wudu_ar.htmlموقع يوضح الوضوء بالصوت والصورة
http://www.ebadarahman.com/vb/showthread.php?p=2816ولا تنسونا من دعائكم في يوم عرفة