يقول الله تبارك وتعالى: . أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم عليه السلام ببناء البيت الحرام - الكعبة المشرفة - وبوأه الله مكانه أي أرشده إليه ودله عليه، وقيل إن الذي دله على موضع البيت هو جبريل عليه السلام، فسار إبراهيم عليه السلام إلى مكة المكرمة، فلما وصل إلى مكة وجد إسماعيل يُصلح نبلا له وراء زمزم فقال له: يا إسماعيل إن الله قد أمرني أن أبني بيتًا، قال له إسماعيل: فأطع ربك، فقال له إبراهيم: قد أمرك أن تعينني على بنائه، قال: إذن أفعل، فقام إبراهيم إلى مكان البيت، فجعل يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وكلما أنهيا بناء صف منها ارتفع مقام إبراهيم به حتى يبني الذي فوقه، وهكذا حتى تمت عمارتها.
ومقام إبراهيم هو حجر كان يقف عليه إبراهيم عند بناء الكعبة وضعه له ابنه إسماعيل ليرتفع عليه كلما ارتفع البناء قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: . والمقصود أن [راهيم الخليل بنى أشرف المساجد في أشرف البقاع في واد غير ذي زرع، ودعا لأهلها بالبركة وأن يُرزقوا من الثمرات مع قلة المياه وعدم الأشجار والزروع والثمار وأن يجعله الله حرمًا ءامنا.
كذلك سأل إبراهيم عليه السلام الله أن يبعث فيهم رسولا منهم أي من جنسهم وعلى لغتهم الفصيحة البليغة يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويطهرهم. وقد استجاب الله تعالى فبعث في العرب وفي أشرف القبائل منهم رسولا عظيمًا وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وعندما أكمل إبراهيم بناء الكعبة قال لابنه اسماعيل: إيتني بحجر حسن أضعه على الركن فيكون للناس علما، فأتاه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود فأخذه ووضعه موضعه.
تنبيه: ليعلم أن الحجر الأسود هو ياقوتة بيضاء من الجنة لكن لما تمسح به المشركون صار أسود.
والكعبة وسط المعمورة وفوقها إلى السماء السابعة البيت المعمور وهو بيت مشرف هو لأهل السماء الملائكة كالكعبة لأهل الأرض، كل يوم يدخله سبعون ألف ملك يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبدًا.