بطلان ما عليه الملحدون :
وأما ما عليه أهلُ الإلحاد فإنَّهُ ينافي هذا الأصلَ غايةَ المنافاةِ، فإنه مبنيٌ على إنكارِ البارئ رأسًا، فضلا عن الاعترافِ له بالكمالِ وعن القيامِ بأوجب الواجباتِ وأَفرضِ الفُروضِ وهُوَ عبُوديته وحده لا شَريكَ له، فأهل هذا المذهب أعظم الخلقِ مكابرةً وإنكارًا لأظهرِ الأشياء وأوضحِها فمن أنكر الله فبأي شيء يعترف ؟(فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) سورة الجاثية: الآية 6.
وهؤلاء أبعدُ النَّاسِ عن عبُوديةِ الله والإنابة إليهِ، وعن التَخَلُّقِ بالأخلاقِ الفاضِلَةِ التي تدعو إليها الشَّراِئعُ، وتخضع لها العقولُ الصَحِيحَةُ ومع خُلُوِّ قلوبهم من توحيدِ الله والإيمان به وتوابعِ ذلك فهم أجهَلُ النَّاسِ، وأقلُّهم بصيرة ومعرفة بشريعةِ الإسلامِ وأُصولِ الدِّينِ وفُروعِه، فتجدهم يكتُبون ويتكلمُون ويَدَّعُون لأنَفُسِهم منَ العِلْمِ والمعرفِة والثَّقافَةِ واليقينِ ما لا يصل إليه أكابرُ العُلماء.
فضل طالب العلم الشرعي على غيره:
ولو طُلبِ من أحدِهم أن يتكلَّمَ عن أصلٍ من أصولِ الدينِ العظيمةِ الذي لا يسع أحداً جَهله، أو على حُكم من الأحكام في العباداتِ والمعاملاتِ والأنكِحةِ لظهرَ عجزُهُ ولم يصل إلى ما وصل إليهِ كثيرٌ من صِغارِ طَلبةِ العِلمِ الشَّرعِيِّ، فكيف يثقُ العاقلُ – فضلا عن المؤمن – بأقوالهم عن الدينِ؟ فأقوالهم في مسائل الدين لا قيمة لها أصلاً.
ولَو سبرت حاصل ما عليه رؤساؤهُم لرايَتَهم قد اشتَغَلُوا بشيءٍ يسيرٍ من عُلومِ العَربيةِ، وتَردَّدوا في قِراءةِ الصُّحفُ التي على مشرَبِهم، وتمرَّنوا على الكلام الذي من جِنس أساليبِ كثيرٍ من هذه الصُّحف الرَّديئِةَ الساقطةِ فَظَنُّوا بأنفسِهم وظن بهم أتباعُهم الاضطلاع بالمعارفِ والعلوم .. فهذا أسمى ما يصلُون إليه في العلم.
أما الأخلاق فلا تسأل عن أخلاقِ من لا يؤمنُ بالله ولا باليومِ الآخرِ ولا يعتقدُ الأديانَ الصحيحةَ، فإن الأخلاق نتائجُ الاعتقادات الصحيحةِ والفاسدةِ، فغاية ما عند هؤلاء التملُّقُ القَوليِ والفعلي، والخُضوعُ الكاذبُ للمخلوقين، وهم مع هذا الخضوع السافل تجد عندهم من العُجْب والكِبْرِ واحتقار الخلق والاستِنكافِ عن مخالطةِ من يستنقصونهم شيئاً كثيراً، فَهُم أوضعُ خَلْقِ الله وأعظمُهم كِبْرًا وتيهًا.
ثَّم إنهم يستعينون على هَذَا الخُلُقِ المُسمَّى عِندْهم بالثَّقَافَةِ بالتَّصنِيع والتَّجَمُّل بالملابسِ، والفرشِ، والزخارفِ، ويُفنون كثيرًا من أوقاتِهم بذلك وقلوبُهم خرابٌ خاليةٌ من الهدى والأخلاقِ الجميلةِ، فالجمالُ الظاهرُ الباطِلُ ماذا يُغني عن الجَمالِ الحَقِيقي؟ ثُمَّ إذا لحظت إلى غاياتِهم ومقاصدِهم فإذا هي أغراضٌ دنيةٌ ومقاصدٌ سُفليةٌ ومطامع شخصية، وإذا سبرت أحوالَهم رأيتهم إذا اجتمعوا تَظُنُّهم أصدقاءَ مجتمعين فإذا افترقوا فهم الأعداءُ :
(تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون). سورة الحشر الآية : 14.
وما وصفتُ لك من أحوالِهم – وأنت تعرفُ ذلك – قليلٌ من كثيرٍ فكيف ترضى أن يكون هؤلاء أحبابَك وأصدقاءك ترضى لرضاهم وتسخط لسخطِهم وتقدمهم على حظُوظِك الحقيقيةِ وسعادِتك الأبدية؟ فانظر إلى صفاتِهم نظرَ التحقيقِ والإنصافِ، وقارن بينهما وبين نُعوتِ البررةِ الأخيارِ. الذين امتلأتْ قلوبُهم من محبَّةِ الله والإنابةِ إليه والإيمانِ وإخلاصِ العمل لأجلهِ، وفَاضَت ألَسِنَتُهم بذكر الله والثَّناءِ عليه، واشتَغَلَت جَوارِحُهم في كُلِّ وسيلةٍ تُقرِّبهُم إلى الله وتُدنِيهم من رِضوانِه وثَوابِه ونفع الخلقِ، أَشجعُ النَّاس قُلوباً وأصدقُهم قَولاً وأطهرُهم أخلاقًا وأزكاهم عملاً وأقربُهم إلى كُلِّ خير وأبعدُهم من كل شرٍ، يكُفُّون عن الخَلْقِ الأذى ويبذلون لهم ويَصبِرون منهم على الأذى، أَفَتقدِّمُ على هؤلاء الإنجاب الغُررَ مَنْ مُلِئتْ قُلُوبُهم من الشك والنفاقِ وفَاضَتْ على ظاهرهم، فاكتسبوا لذلك أرذلَ الأخلاقِ، يقومون بالنِّفاقِ والرِّياءِ ويقعدون بالتَّمَلُّقِ والإعجابِ والكبرياءِ، وصفهم القسوةُ والطمعُ والجشعُ، ونعتُهم الكذِبُ والغِشُّ والبَهرجةُ والخُنوعُ، قد منعوا إحسانَهم لكلِّ مخلوقٍ واتصفوا بُكلِّ فُسوقٍ، قد خضعوا في بحوثِهم العلميةِ لكُلِّ مَارِقٍ، وتبعوا في أخلاقِهم كُلَّ رذيلٍ وفاسقٍ؟
سعادة الدنيا والآخرة بالدين:
قال المنصوح : والله ما تعديتَ في وصفِهم مثقالَ ذرةٍ، ولكني أريد أن تدلَّني على طريقٍ يجمع بين السعادِة الدنيويةِ والسعادة الأخرويةِ، لأن نفوس من تربى وتخلق بأخلاقِ هؤلاءِ لا ترجِع عما ألِفَته إلا بأمر قوي : إما بِترغِيبٍ وهوى يجذبُها، وإما بترهيبٍ وخوفٍ يقمعُها.
فقال له صاحبه الناصح : والله لقد أدركتَ في هذا الدِّين مطلوبَكَ، وفيه والله كل مرادِكَ ومرغوبِكَ، فإنَّه الدِّينَ الذي جمَع بين سَعَادةِ الدُنيا والأخرةِ وفيه اللذَّات القَلبِيَّة والرُوحِيَّة والجَسَدِية، ولا تفقد من مطالبِ النّفوسِ الحقِيقيَّة شيئًا إلا أدركته، ولا من أنواع المسرَّاتِ شيئاً إلا حصلته، ففيه ما تشتهيه الأنفسُ وتلذُّ الأعينُ، وسأوضح لكَ ذلكَ.
أصول اللذات:
فاعلم أنَّ أصولَ اللذَّاتِ المطلوبَة :
أولاً : راحةُ القلوبِ وسُكونها وطُمأنِينَتُها، وفَرحُها وبَهجَتها وزوال هُمومها وغمومها.
ثانياً : القَناعَةُ والطمأنينة بما أوتيه العَبْد مِن المطَالِب الجَسديَّة.
ثالثاً : استعمالُ ذلكَ على وجَه يَحصُل به السرور والاغتباط، فَهذِه الأمور الثَّلاثَة، مَن رُزقها واستَعمَلَها عَلى وجهها فَقد نَال كل ما تَعلَّق بِه طَمَع الطَّامِعين، فإنّ جَميع اللذَّات تَرجِع إلى مَا ذَكرنا.
لذات القلوب:
فأما لذَّات القُلوب وحصُول سُرورِها وزَوال كَدرِها فإنَّما أَصل ذلكَ بالإِيَمانِ التَّام بما دَعا الله عبادَه إلى الإيمان بهِ مِن الإيمانِ بتَوحده بجَمِيع نُعُوت الكَمالِ وامتلاءِ القَلبِ مِن تَعظيمه وجَلاله ومن التَّألُّه له وعبُودِيته والإنابة إليه وإخلاص العَمَل الظَّاهِر والباَطِن لوجهِه الأعلَى، وما يَتْبَع ذلكَ مِن النُّصح لعَبَادِ الله ومَحبَّة الخير لهم وبذلِ المقدُور مِن نَفعهم والإحسانِ إليهم والإكثار مِن ذكر الله والاستِغفَار والتَّوبَة فَمن أوتي هَذه الأمور فَقد حَصل لَقَلبه من الهدَايةِ والرَّحَمةِ والنورِ والسرور وزوالِ الأكدارِ والهموم والغمومِ ما هو نُموذج مِن نَّعيم الآخرةِ، وأهل هذا الشَّأنِ لا يغبطُون أربَاب الدُّنيا والملوك عَلى لذَّاتِهم وريَاسَاتِهم بل يرون ما أُعطوه مِن هذه الأمور يَفوق ما أُعطيه هؤلاء بأضعَافٍ مُضَاعَفَة. وهذا النَّعيم القَلبي لا يَعرفه حقَّ المعرِفة إلا مَن ذَاقه وجرَّبه فإنه كما قيل :
مَن ذَاقَ طَعمَ نَعِيمِ القَوم يَدرِيه و من داره غدا بالروح يشريه
فَهذا إشارة لطَرِيق هذا النَّعيم القَلبي الذي هُو أصلُ كلِ نَعيم.
2 – " القناعة والطمأنينة "
وأما الأمر الثاني فإنَّ الله أعطَى العِبَاد القوةَ والصحةَ وما يتبَع ذلكَ مِن مالٍ وأهلٍ وولدٍ وخول وغيرها.
والنَّاس بالنسبة لهذِه الأشياء نوعان :
ـ قسمٌ صَارتِ هذه النَعم في حقهم مِحَنًا ونِقَماً.
ـ وقسمٌ صارَ في حقهِم نَهَمًا وخَيرَات ومنحا، أما أهل الدِّين الحقِيقي فقد قَابلوا هذه النِّعم وتَلقوها على وجه الشُكر لله والاغتباطِ بفضله وتناولوها على وجه الاستعَانَة بها على طَاعِة المُنعِم وعلموا أنها من أكبرِ الوسائل لهم إلى رضَى رَبِّهم وخيرِه وثوابِه إذا استعملوها فيما هُيِّئت له وخلِقَت لأجله وقَد رضوا بها عَن الله كل الرضَى، فإنَّهم عَلموا أنها من عندِ الله الذي له الحِكمة التَّامة في جَميع أقضيته وأقدارِه، وله الرَّحمَة الواسِعَة في جميعِ تدابيرِه، وله النِّعمة السابِغَة في كل عطاياه وهو أرحَم بِهم من الخَلق أجمعين فحيث عَلموا العِلم اليقيني صدورها ممن هَذا شَأنه قنعوا بما أُعطوه منها، من قَليل وكثيرٍ، كل القَنَاعَة، وسكنت قلوبُهم عن التطلُّعِ والتطلُّبِ لما لم يقدَّر لهم.
ومتى حَصلت الطمأنينَة والقَناعة والرضَى عن الله بما أعطى فقد حَصَلت الحياة الطيبة، فإذا أدركْتَ حقَّ الإدراكِ نَعتهم هذا عرفتَ أن نَعيم الدنيا في الحقيقة هو نَعيم القَناعة برزق الله، وطمأنينة القلوبِ بذكر الله وطاعتِه، وأن الواحد مِن هؤلاء لو لم يكن عنده من هَذه الأمور – وهي القُوة والصحَة والمال والأهل والوَلَد وتَوابِع ذَلك – إلا الشيء القَليل لكَان في راحةٍ وسرورٍ من جِهتَين:
ـ جهة القناعةِ وعَدم تطلع النَّفس وتَشَوقها للأمورِ التي لم تَحصُل.
ـ وجهة ما ترجُوه من ثَوابِ الله العاجلِ والآجلِ على هذه العِبَادَة القلبيِّة التي تَزيد على كَثِير من العِبادَات البدَنية، فإنَّ التعبد لله بمعرفِة نعمه والاعتراف بها والرضَى بها والرجَاء لله أن يُديمها ويُتمَّها وأن يَجعلها وسيلة إلى نِعَم أخرى وأن يجعَلَها طريقا للسعادةِ الأبدية لا رَيب أن هَذه الأحوال القَلبية من أفضَلِ الطاعاتِ وأجلِ القرباتِ، فكم من فرق بين سرور هذا الذي تَعبَّد بروح الدِّين وحصلت له الحَياة الطَّيبة، وبين من تلقى هذه النِّعم بالغَفلَةِ وعدم الاعترافِ بنعمَةِ المنُعِم وشقي بهمومها وغُمومها، وكان إذا حَصَل له شيء من مطالبِ النفوس لم يرضَ به بل تَشَوَّق إلى غيره وتطلّعَ لسواه فهذا ينتقلُ من كدرٍ إلى كَدرٍ آخر، لأن قَلبَه قَد تعلقَ تعلقاً شديداً بمطَالب الجَسَد، فحيث جاءت على خلافِ ما يؤمله ويُريده قَلق أشد القَلق، وهو لا يزال في قَلقٍ مستمرٍ، لأنَّ المطالبَ النفسية مَتَنوعة جداً، فلو وافقه واحدٌ لم يوافِقه الآخر وربما اجتمع في الشيء الواحِد سرور مِن وجَه، وحزن مِن وجَه آخَر فصَفوه مَمزوج بكَدره وسروره مختَلِط بحزنه، فأينَ الحَياة الطَّيبة لهذا؟! وإنما الحياة الطَّيبة لأربَاب البصَائِر والحجَى الذين يتلقَّونها كلها بالقَبولِ والقَنَاعةِ والرضَى.
3 – " جهة استعمال النعم "
وأما الأمرُ الثَّالثُ : وهو جهةُ استِعمَالِ هَذه النِّعم، فصَاحِب الدِّين الصحيحِ يتناولها على وجهِ الشُّكرِ لله على نِعَمه والفرحِ بِفَضِله، وينوى بها التَقَوِّي على ما خُلِق له من عبادة الله وطاعتِهِ، ويُنفقُها مُحتَسِبا بها رضَى الله وفَضله وخَلَفه العَاجِل والآجل، ويعلم أنَّه إذا أنفَقَ على نَفسِه وأهلِه أو ولَدِه أو مَن يتصل به فإنَّما نَفَقَته صَادفت محَلها ووقَعَت موقعَها فلم يتَثَاقل كَثَرة النَّفقةِ في هَذا الطَّريق لأنه يُقولُ مُعتَقِدا : هَذا أولَى ما بَذَلتُ فيه مَالي، وهَذا ألزَم ما قُمتُ به من الواجِبَاتِ والفُروضِ، وهَذا خير ما قُمتُ بِه من المُستَحَبات، وهَذا أعظَم ما أرجو لَه الخلف مِن الله حَيثُ يقولُ وهو الكريمُ الوفي :
(وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خيرُ الرازقين). سورة سبأ، الآية : 39.
ولا يَزال نَصبَ عَينَيه احتِسَاب الأجرِ في سَعيه بكَسبه وفي مَصرفه أجنَاس ذلكَ وأنوَاعه وأفرَاده متفَطنًا لِقوله r "عَلى أنَّكَ لَن تُنفِقَ نَفَقَة تَبتَغِي بها وَجهَ الله إلا أُجِرتَ عَليها حَتى مَا تَجعَله في فيِّ امرأتِكَ" فَمن كانَ هذا وَصفه فإنَّ لذَّاته الدنيَويَة هي اللذَّات الحَقيقِية السَّالِمة من الأكدارِ مَع ما يرجو من الثوابِ العَاجِل والآجِلِ من الله، ومن كَانت هَذه صِفَته سَهل عَليه الأخذ من جُلِّها ووضعها في مَحَلها ويسرَت لَه أموره غَايَة التَيسِير.
وأما من استَعمَل هَذه النِّعم على وجهِ الشَّرَه والغَفلَةِ، ولم يفكر في الاعترَاف بفضلِ الله في كلِ الأوقاتِ وبِنعَمِ الله، ولم يَفرح بالنِّعمِ لأنها من فضلِ الله بل فرح بها فقط لموافقةِ عرضه النفسي ولا نوى بها الاستعانَة على طاعةِ الله، ولا احتسب في نيِلها وصرفِها على المنفق عليهم الأجرَ والثَّوابَ فمن كان هذا وصفه فإن الكَدرَ والحزنَ له بالمرصادِ، فإنه إذا فاتته بعضُ الشهواتِ النفسيةِ حزَنَ، وإن أدركَ ما أدركه منها ولم يكُن على ما في خاطره من كل وجه حزن، وإن أراد منه ولده ومن يتصل به نفقةً أو كِسوةً واجبة أو مستحبة حزن، ولم تخرج منه إلا بِشقِّ الأنفِس، وإن خرجت منه خَرَجَ معها بضعةٌ من سُرور قَلبِه، لأنَّه يُحبُّ بقاءَ مالِه ويحَزَنُ لنَقْصِه على أي وَجْهٍ كان وليس عنده من الاحتسابِ ما يُهَوِّنُ عليه الأمرَ، إنْ كانَ غير بخيل، فإن كانَ شحيحَ النفسِ مطبوعًا على البُخلِ فإن حياته مع أولاده وأهلِه والمتصِّلين به حياةُ شقاءٍ وعذاب وأكدار متواصلة وأحزان مستمرة، لا إيمان عنده يُهَوِّن عليه النفقاتِ، ولا نفس سخية لا تستعصي عن نيل المكرمات فيا له من عذاب حاضر وعذاب مستمر، فأين هذا من ذاك الذي حصلت له الحياةُ الطَيِّبَةُ بأكملها.
هذا كله بالنَّظرِ إلى هذه الأمُورِ الثَّلاثَة التي هي أصل اللذاتِ عند العقلاءِ، قد اتضح لنا أن صاحب الإيمان الصحيح هو الذي فاز باللذات الحقيقية وسَلَمَ من المكدِّراتِ.
... يتبع