بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الانام
دائما وابدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا فتأمل معى سيرته العطرة كيف ان اباه توفاه الله قبل ولادته وكيف ان امه ماتت وهو عنده ست سنوات وبعد ان وجد
صدر جده عبد المطلب الحانى فجأة يموت هو الاخر وليس لدي نبينا الكريم اخوة او اخوات ثم بعد ذلك يموت عمه ابوطالب. وتموت زوجته خديجة التى احتضنته وضحت بمالها ونفسها من اجله ثم
يموت كل اولاده الصبيان وكذلك كل بناته فى حياته ماعدا فاطمة الزهراء رضى الله عنها توفيت بعد وفاته .حتى ابنه ابراهيم الذى كان نبينا الكريم يحبه حبا شديدا لدرجة انه عندما ولد كان يلف به على بيوت الصحابة ويريهم كيف ان لديه ولد جميل مثل ابراهيم توفاه الله .
لقد مر نبينا الكريم باضعاف مضاعفة من المصائب التى مررنا بها نحن ومع كل ذلك لم يعش فى حزنه كما نفعل نحن بل تجلد وصبر وجعل رسالته ودعوته الى الاسلام هى هدفه
الاسمى ليس ذلك من اجل نفسه ولكن من اجلنا نحن حتى يجنبنا النيران ويصل بنا الى جنات الرحمن اليس بعد كل هذا يستحق ان نحبه فهو والله يستحق ان نحبه اكثر من ارواحناواولادنا وابائنا ومن الناس اجمعين
ورسولنا الكريم مواقفه فى الرحمة كثييييرة جدا لا استطيع ان احصرها من كثرتها ولكن سوف اقول لك بعضها منها:
ان قابله رجل من الكفار وشده من
ملابسه بقوة وكانت من الكتان فاثرت فى رقبته لخشونتها وقال له ذلك الرجل اعطنى من مال الله فليس بمالك ولا مال ابيك تخيل انت نفسك لو حدث لك هذا فسوف تغضب وتضرب
هذا الشخص او مثل مايفعل من هم ذات النفوذ سوف تسجنه لكن رسولنا الكريم لم يفعل ذلك وانما امر اصحابه ان يعطوه ما يريد من المال ويبالغوا فى اكرامه
( وهذا ايضا دليل انه لم يختار حياة الترف والدور والقصور انما كان يحيا حياة الفقراء ليشعر بهم ويرحمهم فكان يمر الثلاثة شهور ولا ياكل الا التمر ولا يوقد فى بيته النار للطهى
وكان ينام على فراش من الخيش وكان يؤثر فى جنبه وكان ممكن ان يدعو الله ان يرزقه بالفراش الوثير ومتع ولذات الدنيا ولكنه ترفع عن كل ذلك من اجل ان يبلغ رسالته للناس كافة
ويتفرغ لها فهو لم يقضى حياته فى جمع الاموال كما يفعل الكثيرين بل زهد فى الدنيا وذلك كله من اجلنا حتى يصل الاسلام الينا ولا ندخل النيران ونتعذب وان ندخل الجنة كل هذا من
مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم وفى يوم القيامة وهويوم عظيم وكلنا سوف نحتاج الى من يشفع لنا لكثرة ذنوبنا فسنذهب لكل رسول نسأله ان يشفع لنا فكل منهم سوف يقول نفسى نفسى الا رسولنا الكريم فانه سوف يقول امتى امتى فهو دائما يؤثرنا على نفسه ويتعذب هو من اجل راحتنا نحن.
ففى الجاهلية كما نعلم كان هناك تجارة الرقيق فعندما جاء الاسلام حرمها وقام رسولنا الكريم بتشجيع الاغنياء على ان يشتروا العبيد ويحرروهم فهم بذلك
لهم الثواب الكبير من الله عز وجل فاسرع الكثير من الصحابة لعتق الرقاب ومثال ذلك سيدنا ابو بكر عندما اعتق سيدنا بلال. وكل هذا لان نبينا الكريم صلى
الله عليه وسلم يريد ان يسود المساواة والمحبة والتراحم بين الناس وان نكون اعزاء دائما وليس اذلاء كل هذا ليس من اجل مصلحته انما من اجلنا نحن فهو
دائما وابدا يريد الخير لنا حتى لو على حساب نفسه فعندما كان يسبه الكفار ويأذوه كان الصحابة يغضبوا من اجله ويقولون ادع الله عليهم فانظر ماذا كان رده
كان يقول لهم انا لم ابعث لعانا انما بعثت رحمة للعالمين فهو لم يكن يغضب لنفسه انما ما كان يغضبه هو ان تنتهك محارم الله.
وفى الجاهلية ولان المجتمع كان منقسم الى اغنياءوفقراء واسياد وعبيد فعندما جاء رسولنا الكريم بالاسلام ازال صلى الله عليه وسلم كل هذه الفوارق التى
تثير الكراهية والضغينة والحقد فى النفوس وبين انه لا فرق بين عربى واعجمى الا بالتقوى وان المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يشتمه .وكان يأخذ الزكاة من
الاغنياء ليعطى الفقراء حتى يسعد الجميع ويسود الحب والمودة فى المجتمع الاسلامى،مع العلم ان رسولنا الكريم كان لا يأخذ شيئا من الزكاة او الصدقة
فعندما ياتى اليه اى شىء ليتصدق به فانه كان يسرع الى توزيعه على فقراء المسلمين فكان لا يأكل من الصدقة ويأكل من الهدية صلى الله عليه وسلم.
ومما يدل على انه خير معلم للبشرية انه عندما اتى اليه شاب يستأذنه فى الزنا فلم يتعامل معه رسولنا الكريم بالقسوة ويزجره انما تعامل معه بمنتهى
الحكمة وقال له اترضاه لامك فقال الشاب لا فقال له نبينا الكريم اترضاه لاختك فقال له الشاب لا فوضع نبينا الكريم يده على صدر الغلام ودعا له قائلا اللهم
اغفر ذنبه وحصن فرجه وطهر قلبه وقام بتزويجه على الفور لذلك سادت العفة والشرف والكرامة فى المجتمع الاسلامى.
اليك شىء آخر يدل على رحمة نبينا الكريم انه كان له جار يهودى وكان هذا الرجل يأذى نبينا الكريم ويضع الاوساخ والقذارة والاشواك فى طريق رسولنا الكريم
فذات يوم مرض ذلك الرجل فانظر ماذا فعل النبى الكريم اسرع اليه يزوره ويتفقد احواله ونسى كل الإساءت التى كان يؤذيه ذلك الرجل بها وذلك يدل على رحمته صلى الله عليه وسلم وكرم اخلاقه
لذلك قال الله عز وجل عن نبينا الكريم
(وإنك لعلى خلق عظيم)
كل هذه الاشياء ليست سوى قطرة فى بحر مكارم اخلاق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم