السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآنا
[
size=24]علي بن أبي طالب رضي الله عنه
[/size]
{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)} [سورة السجدة:18-20].
أسباب نزول الآياتقال الإمام القرطبي: قال ابن عباس وعطاء بن يسار رضي الله عنهما: نزلت هذه في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط، وذلك أنهما تلاحيا فقال الوحيد:
"أنا أبسط منك لساناً وأحد سناناً وأردّ للكتيبة- وروى وأملأ منك في الكتيبة حسباً".
فقال له علي: اسكت فإنّك فاسق فنزلت هذه الآية:
{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: 18].
وذكر الزجاج والنحاس أنّها نزلت في علي وعقبة بن أبي معيط، وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية، لأنّ عقبة لم يكن بالمدينة، وإنّما قتل في طريق مكة عند عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من بدر.
ويعترض القول الآخر باطلاق اسم الفسق على الوليد وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشيء كان في نفسه، أو لما روي من نقله عن بني المصطلق ما لم يكن (1).
حتى نزلت:
{إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ} [سورة الحجرات: 6].
وقال صاحب تفسير الخازن والبغوي: "نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة كان بينهما تنازع وكلام في شيء".
فقال الوليد لعلي: اسكت فإنّك صبي وأنا شيخ، وإنّي أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأشجع منك جناناً وأملأ منك حشواً في الكتيبة.
فقال علي رضي الله عنه: اسكت فإنّك فاسق. فأنزل الله هذه الآية.
وقوله:
{لَّا يَسْتَوُونَ} أراد جنس المؤمنين وجنس الفاسقين (2).
وقال صاحب الدر المنثور: أخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي، وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب أنا أبسط منك لساناً وأحدُّ منك سناناً. فقال له علي رضي الله عنه إنما أنت فاسق(3) فنزل قوله تعالى:
{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ} [سورة السجدة: 18].
من كتاب رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآناً د/ عبد الرحمن عميرة---------------------------------------------
(1) تفسير القرطبي جـ 14، ص 105- 106.
(2) تفسير الخازن والبغوي جـ 5 ص 187.
(3) تفسير الدر المنثور جـ 5 ص 177- 178.