همام(فارس الإسلام) مشرف
عدد الرسائل : 167 تاريخ التسجيل : 21/11/2007
| موضوع: اليهود .. حقد موروث الجمعة يناير 02, 2009 5:10 pm | |
| اليهود .. حقد موروث نقلت وكالات الأنباء بتاريخ 6/11/1986 خبراً من القدس مفاده أن المجندين اليهود يتدربون في أحد مراكز الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار على أهداف يعلوها غطاء الرأس ( الكوفية ) وهو الغطاء التقليدي العربي ويصدر إليهم الأمر على هذا النحو : ( صوب النار على محمد) أو ( أطلق النار على محمد) . عندما يقراً المسلم هذا الخبر يتذكر قوله تعالى : ] لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا [ [سورة المائدة 82] . ولو تأملنا في ما يشير إليه هذا العمل - بعيداً عن التأثر بالعواطف - بشقيه : البَصَري ، وذلك بوضع " الكوفية " على الهدف أو العقلي المتمثل بصيغة الأمر المعُطَى : ( أطلق النار على محمد) ، لعرفنا أن هذا العمل بشقيه ؛ يذكي روح الحقد والكراهية التي يكنها اليهود للعرب خاصة ، وللمسلمين عامة ، ويزيدهم فاعلية في تحديهم وخططهم ، وهم يكرهون العرب لأن أغلبيتهم مسلمة تدين بهذا الدين الذي له رأيه ورؤيته المحددة باليهود ، ولهم من وحي ربهم غنية وبلاغ عن كل التحليلات والاكتشافات لخصائص العقلية اليهودية ، و مميزات المكر والالتواء التي عرف بها . ويكرهون المسلمين ونبي المسلمين ويجعلونه هدفاً يشحذون [1] به غيظهم وكراهيتهم ، وينفسون بذلك عن أحقادهم الدفينة ، وذلك لأنهم يعلمون من التاريخ أن الجماعة الإسلامية الفتية ، القليلة العدد ، بقيادة هذا الرسول العظيم ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، لم يخدعها ظاهر اليهود عن باطنهم ، ولم تنحن لخطط اليهود وأحابيلهم ، ولم تقع تحت إغرائهم ، ولم يَسِلْ لعابها لما يملكون من وسائل ، وما يبذلونه من مطامع ، واستعصت هذه الجماعة على خطط اليهود وكيدهم ، في الوقت الذي نرى فيه أعتى أمم الأرض ، وأملكها لأسباب القوة المادية ، - من أسلحة فتاكة ، واقتصاد قوي ، وأعداد بشرية كبيرة ، وعقول خبيثة ، مَرَنت على رسم خصص الشر ، ودربت على الإفساد في الأرض ؛ نرى هذه الأمم العاتية وقد وقعت في شباك اليهود ، وسقطت تستجدي نفوذهم ، وتتملقهم بشتى صنوف الاسترضاء . لذلك كله يكره اليهود المسلمين ، ومع أنهم يكرهون البشر جميعاً ، ويؤمنون أن كل البشرية يجب أن تكون بهائم لليهود ، وأنهم شعب الله المختار ، لكن كراهيتهم تزداد طرداً حسب تنبه الناس لهم ، ومعرفتهم لأساليبهم ، وتتناقص عكسياً بقدر استنامة الأمة لهم ، والغفلة عما هم بصدده ، أو موافقتهم ابتغاء عَرَض من الدنيا قليل تملكه أيديهم . وتبقى كلمة نوجهها لبني قومنا من العرب ممن لا يزالون يفرقون بين الصهيونية واليهودية ، وتنطلي عليهم هذه الخرافة التي يروِّجها الملاحدة وأشباههم من أصدقاء اليهود وأوليائهم فنقول : إن الذي مكن لليهود في فلسطين هو امتلاء نفوسهم - قيادة وجماهير - بهذه العقيدة التي يؤمنون بها ، والتي وحدت هدفهم وجددت طريقهم ، في الوقت الذى واجهوا فيه قيادات ترفع مئات الرايات ، وقلوباً خفتت فيها أصوات العقيدة بل وجدوا قيادات في جانب وشعوباً في جانب آخر ، فأي خذلان أكبر من هذا الخذلان ، وأي فرصة مناسبة للأعداء أفضل من هذه الفرصة ؟ ! ومع أن الحقائق تثبت يوماً بعد يوم ، أن لاخيار للعرب في رجوعهم إلى ما فيه عزهم ومنعتهم وهيبتهم - ألا وهو الإسلام - وأن أحوالهم المؤسفة ، وأمراضهم المستعصية لا علاج لها إلا بذلك ؛ إلا أننا لانزال نرى من تفرق الكلمة ، وكثرة الرايات وتوجيه الأسلحة إلى صدور وظهور المسلمين من قبل أبناء المسلمين ، ورفع كل راية ، ماعدا الراية الإسلامية ، ما يدمي القلب ، ويستمطر الدمع . إن اليهود يعلمون حق العلم أن الإسلام هو المحتوى العقائدي والفكري للعرب ، وبهذا المحتوى فتحوا فلسطين وغيرها وأرسوا فيها معالم حضارته ، وبه أيضاً طردوا الصليبيين الذين هجموا هجمتهم على فلسطين وغيرها من بلاد الشام في ظرف هو أشبه بهذا الظرف البائس ، ولم يُردوا على أعقابهم خائبين إلا حين جوبهوا بقوة يقودها مثل عماد الدين ، ونور الدين [2] ، وصلاح الدين ، بعد فترة من التمزق تسلط فيها أصناف من الملاحدة والزنادقة وأصحاب الأهواء والمبتدعة على رقاب المسلمين ، وعاثوا في بلاد الإسلام فساداً . ________________________ (1) شَحَذَ السيف : صقله وجعله حاداً . (2) عماد الدين زنكي وابنه نور الدين الشهيد . | |
|