هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إنتصار الحق (الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abdelaziz




عدد الرسائل : 8
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 27/08/2008

إنتصار الحق (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: إنتصار الحق (الجزء الثاني)   إنتصار الحق (الجزء الثاني) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 09, 2008 12:15 pm

كيف يكون المسلم خدنا لأعدائه؟

أفحين صار الأمرُ على هذا الوصف الذي ذكرتَ، وصار الموقف حرجًا تتخلى عن إخوانك المسلمين وتتخلف مع الجبناء والمخالفين؟ فكيف مع ذلك تنضم إلى حزب المحاربين! الله الله يا أخي، لا تكن أقل ممن قيل فيهم :

(تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعُوا) سورة آل عمران : الآية 167.

قاتلوا لأجل دينِكم أو ادفعوا لأجل قومِكم ووطنكم. لا تكن مثل هؤلاء المنافقين، فأعيذك يا أخي من هذه الحال الذي لا يرضاها أهل الديانات ولا أهل النجدات والمروءات. فهل ترضى أن تشاركَ قومَك في حالِ عزِّهم وقُوَّةِ عددِهم وعنصرهم، وتُفَارِقَهم في حالِ ذلِّهم ومصائِبهم. وتخذلَهم في وقتٍ اشتدت فيه الضرورةُ إلى نصرةِ الأولياء ورد عُدوانِ الأعداء؟ فهل رأيتَ قومًا خيرًا من قومِك أو شاهدتَ دينًا أفضل من دينِك؟

فقال المنصوح : الأمر هو ما ذكرتُ لك، ونفسي تتوقُ إلى أولئك الأقوام الذين أتقنوا الفنون والصناعاتِ، وتَرَقَّوا في هذه الحياة.

ترك الدين رغبة في حضارة الغرب

فقال له صاحبه وهو يحاوره : رفضت دينًا قيِّمًا كامل القواعدِ ثابت الأركانِ مشرق البرهانِ، يدعو إلى كل خيرٍ ويحث على السعادِة والفلاحِ، ويقول لأهله هَلُمَّ إلى كل صلاح وإصلاح، وإلى كل خير ونجاح، واسلكوا كلَّ طريق يوصلكم إلى السعادةِ الدُّنيويةِ والأُخرويَّة. دينا مبنيا على الحضارة الراقية الصحيحة التي بنيت على العدلِ والتوحيدِ، وأُسسِّت على الرحمة والحكمة والعلمِ والشفقة وأداء الحقوق الواجبة والمستحبة، وسَلمت من الظلم والجشعِ والأخلاقِ السافلةِ، وشملت بظلِّها الظلِّيلِ وإحسانِها الطويلِ وخيرها الشاملِ، وبهائها الكامل، ما بين المشارق والمغاربِ، وأقَرَّ بذلك الموافِقُ والمنُصفُ المُخالفُ... أتتركُها راغبًا في حضاراتٍ ومدنياتٍ مبنية على الكفرِ والإلحادِ، مؤسسة على الطمعِ والجشعِ والقسوةِ وظُلمِ العبادِ، فاقدة لروحِ الإيمانِ ورحمتِه، عادمة لنور العلم وحكمتهِ حضارةٌ ظاهِرهُا مُزَخرَفٌ مُزوّقٌ، وباطِنُها خرابٌ، وتظنها تعمر الوجُوُد، وهي في الحقَيقِة مآلُها الهلاكُ، والتدميرُ؟ ألْم تر آثارها في هذه الأوقاتِ، وما احتوت عليهِ من الآفات والويلاتِ، وما جَلَبَتْه للخَلائِقِ من الهلاكِ والفناءِ والتدميرِ؟.

فَهلْ سمِعَ الخَلقُ مُنذ أوجدَهم الله لهِذِه المجازر البَشرِيَّة التي انتهى إليها شوطُ هِذِهِ الحضارةِ نظيرًا أو مثيلاً، وهل أغْنَت عنهم مَدَنِيتُهُم وحضَارتُهم من عذاب الله من شيء لمّا جاء أمرُ رَبِّك، وما زادتهم غير تتبيب؟ فلا يخدعنك ما ترى من المناظر المزخرفة والأقوال المموهة، والدعاوي العريضة، وانظُرْ إلى بواطن الأمور وحقائقها، ولا تغرنك ظواهِرُهَا، وتأمل النتائجَ الوخيمةَ، والثمراتِ الذميمةَ فهل أسْعَدَتْهم هذه الحضارة في دنياهم التي لا حياة لهم يرجون غيرها؟! أم تراهم ينتقلون من شرٍ إلى شرورٍ؟ ولا يسكنون في وقت إلا وهم يتحفزون إلى شرورٍ فظيعةٍ ومجازر عظيمة؟ فالقوة والمدنية والحضارة والمادة بأنواعها إذا خلت من الدينِ الحق فهذه طبيعتها وهذه ثمراتها وويلاتها ليس لها أصول وقواعد نافعة، ولا لها غايات صالحة.


هلاك المسلم في تركه دينه

ثم هب أنهم مُتِّعُوا في حياتِهم واستُدْرجُوا فيها بالعزِّ والرياسةِ ومظاهرِ القوةِ والحياةِ، فهل إذا انحزت إليهم وواليتَهم يُشركونَك في حياتِهم ويجعلونَك كأبناءِ قومِهم؟ كلا والله، إنهم إذا رضوا عنك جعلوك من أرذلِ خُدَّامِهم! وآية ذلك أنك في ليلِك ونهارِك تكدحُ في خدمتِهم، وتتكلمُ وتجادلُ وتخاصم على حسابهم، ولم ترهم رفعوك حتى ساووا معك أدنى قومِهم وبني جنسِهم!! فالله الله يا أخي في دينِك وفي مُرُوءتِك وأخلاقِك وأَدبِك!! والله الله في بقية رمقِك!! فالانضمام إلى هؤلاء والله هو الهلاك.

أثر الجليس الصالح و جليس السوء

فقال له المنصوح : لقد صدقتَ فيما قلتَ، ولكن لي على هذا المذهبِ أصحابٌ مثقفون .. ولي على هذا الرأي شبيبة مهذبون. قد تعاقدتُ معهم على التمسك بالإلحاد واحتقار المستمسكين بدين ربِ العبادِ، قد أخذنا نصيباً وافرًا من اللذاتِ، واستبحنا ما تدعو إليه النفوسُ من أصنافِ الشهواتِ فَأنَّى لي بمقاطعة هؤلاء السادة الغرر، وكيف لي بمباينتهم وقد اتصلت بهم غاية الاتصال؟! فالآن يتنازعني داعيان : داعي الحق – بعدما بان سبيلُه واتضح دليلُه – وداعي النفس والاتصال بهؤلاء الأصحاب المنافي للحق غاية المنافاة، فكيف الطريق الذي يريحني ويشفيني، وما الذي عن هذا الأمر يسليني؟.

فقال له صاحبه الناصح : ألم تعلم أن من أوجب الواجباتِ وأكبرِ فضائلِ الرجل اللبيب أن يتبعَ الحقَ الذي تبين له ويدعَ ما هو فيه من الباطلِ، وخصوصًا عند المنازعاتِ النفسية والأغراضِ الدنيوية؟ وأن الموفق، إذا وقع في المهالك، طلب الوسيلة إلى تحصيل الأسباب المنجية؟ أما علمتَ أن من نعمةِ الله على العبدِ أن يُقيِّضَ له الناصحين الذين يرشدونه إلى الخَيْرِ ويأمرونه بالمعروفِ وينهونه عن المنكر ويسعون في سعادته وفلاحهِ؟ ثم من تمام هذه النعمة أن يوفق لطاعتهم ولا يتشبه بمن قال الله فيهم :

(ولكن لا تحبون الناصحين) سورة الأعراف. الآية : 79.

ثم أعلم أنَّهُ ربما كان الإنسان إذا ذاق مذهب المنحرفين وشاهد ما فيه من الغي والضلال ثم تراجع إلى الحق، الذي هو حبيب القلوب، كان أعظم لوقعه وأكبر لنفعه! فارجع إلى الحق صادقًا وثِقْ بوعدِ الله :

(إن الله لا يخلف الميعاد). سورة آل عمران، الآية : 9

البحث عن الحق

فإذا عرفت هذه الأصولَ فهذا الدينُ الحقُ الذي دعت إليه الرُّسُلُ عُمومًا وخاتمهُم وإمامُهم محمدٌ r خُصوصًا، قَد بُنِي وأُسس على التوحيدِ والتأله لله وحده لا شريك له حُبًا وخَوفًا ورجاءً وإخلاصًا وانقيادًا وإذعاناً لربوبيتِه واستسلامًا لعبوديتِه قد دَلَّ على هذا الأصل الذي هو أكبر جميع أصولِ الأدلةِ العقليةِ والفطريةِ، ودلت عليه جميعُ الكُتبِ السَّماوِيَّةِ، وقررهُ جميعُ الأنبياء والمرسلين وأتباعُهم من أهلِ العلومِ الراسخةِ والألبابِ الرَّزِينِة والأخلاقِ العاليةِ والآدابِ الساميةِ، كل أولئك اتفقوا على أنَّ الله منفردٌ بالوحدانيةِ منعوتٌ بكِل صفة كمالٍ، موصوف بغايةِ الجلال والعظمةِ والكِبْرياءِ والجَمالِ، وأنَّهُ الخالقُ الرازِقُ المدبِّر لجميع ِ الأمورِ، وأنَّه منزهٌ عن كل ِّ صفةِ نقصٍ، وعن مُمَاثلةِ المخلوقين، وأنَّهُ لا يستحِقُ العبادةَ والحمدَ والثناءَ والشكرَ إلا هُو، فالدين الإِسلامي على هذا الأصلِ أُسِّسَ وعَلَيه قَام واستَقَام.


... يتبع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محبة القراّن
مشرف
مشرف
محبة القراّن


عدد الرسائل : 673
العمر : 103
تاريخ التسجيل : 05/12/2007

إنتصار الحق (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنتصار الحق (الجزء الثاني)   إنتصار الحق (الجزء الثاني) I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 10, 2008 1:12 pm

بوركت اخى وجزاك الله كل خير


فى الانتظار للجديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.shbab1.com/2minutes.htm
 
إنتصار الحق (الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الإســــلامـــيـة :: العــقــيـدة و الـتـوحــيــد-
انتقل الى: